شيماء حسين
قابلتُه يومًا بالطريق صدفة...
فَصَوب نظراته كمدفعًا عليْ وقال:
- رُب صدفةٍ خير من ألف ميعاد!
وأكمل استرسال كلماته وقال:
- ما رأيُكِ بالرجوع؟
فاندهشتُ من صنيعه مُردفة:
أنعود ثانيةً بعد أربع وعشرين شهرًا لا بل بعد أربع وعشرين صدمة، وعشرة أزمات نفسية، وثلاثون عُذرًا لعدم الرجوع، ومليار دمعة!
أنعود بعد تهدُم وتهشُم حجرات قلبي لِتنطبق على ساكنَهُ أم بعد فقدان العقل لكل ملفات ذكرياتك الجميلة واستبدالها بأُخرى شنيعة المنظر سيئة المحتوى!
أنعود بعد انتظار كلمةً تمحي كل الماضي لِتقذف بكل سيئاته وتترك حسناته ولم تُقال!
أتُريدُ الرجوع بعد نسيان يداي لازمة إرسال رسالةً صباحية لك كل صباح. أم بعد تمرُد حروف كلماتي لتتبخر وتصبح طي النسيان حتى لا أكتُب لك رسالة أسأل فيها عن أحوالك.
قُلت تريد الرجوع؟!
بعد أن أصبحتُ فاقدة الشغف، أترنح بين جدران عقلي لا أعلم بأي فص أنتمي إليه؟! فالأيمن غدا فاقدًا الثقة بنفسه والأيسر بالآخرين!
تُريد العودة! بعد أن تشتتُ فأصبح عقلي يسألني أءنتِ تنتمين لرواية "قصة حب" لإيريش سيغال أم وَقَع نصيبي بين صفحات روايات الغدر والخيانة!
بعد أي ذكرى تُريد الرجوع بعد أن حَفرتُ بقلمي كل ما مررتُ به بأوراق بيضاء وأحرقتها حتى تُصبح بائسة مثلي!
أبعد أن تخلصتُ من عادة احتساء قهوتي ذات الطابع الفرنسي بعد أن تعلمتُها منك!
أم بعد ذهابك من شريط ذكرياتي فلا تأتي صورتك ثنائية الأبعاد إلا كل شهر مرة أو مرتين!
ولا يغرك هذا الإتزان فأنا أفقد كثيرًا من صلابتي أفقد كثيرًا من دموعي.
وتركتهُ فاغرًا فاه يلتقي صدمة من الأربع وعشرون هاصتي، وقلتُ لنفسي هامسة هانئة لجبروتي:
واعلم أن ليس كل ما نَمُر به نُظهره، بل هنالك ما يُخفى لصدرك الضعيف وتُحكم أضلعك عليه؛ حتى لا نُظهر ضعف قلوبنا بندباته!
******
ندى العُمر
خلف قضبان الصمت حياة لا يشعر بها غير ساكنيها ..
وراء القناع المستعار وجوه تحمل الكثير من الأسى ..
ماتت القلوب طعنا بالزيف ..
أمنيات توارت تحت الثري ..
أحلام بُنيت في قصور من الخيال..
وصورخافتة باهتة بلا الوان ..
أرواح جفّت كأوراق الخريف..
صوت الكروان يفيض بالحزن ..
المشاعر قتلها الحنين ..
حزن لا يشعر به سوى من يعيش بداخله ..
ليُدمي قلوبهم دمعا ..
براءة تشاركت في قتلها قسوة القلوب و جحود الايام ..
حيرة .. لماذا لم تحبنا الحياة يوما ..؟
تغفو وترى نفسها في غرفه يسودها الظلام لا تستطيع تمييز إن كانت بالليل أو بالنهار ..
تحاول الصراخ و لكن لا تستطيع..
تشعر ان لسانها مكبل مثل جسدها ..
تتسارع نبضات قلبها و تلمع اعينها بالدموع ..
ثم تغمضها للمرة الأخيرة ..
فلا عجب .. فقد وقّع القدر شهادة وفاتها ..
*******
أسماء يونس
عرفت فالزم، عرفت مصير دعواك فالزمها، عرفت عظمة مَن توكّل إليه حاجتك فالْزَمنّ بابه..
أجابك وأراك كرمه ولطفه فلا تنأى عنه فتهلك، جَمّل عينيك بدمعات شوق كانت للوّد والدّنوّ مسلك،
أزاد روحك حبا وامتنانا فاخشَ أن تُحرم من اللقيا عينك،..
عرفت ظلمك وعثارك فالزم هجرا لتنجو، فكم من دونك ساروا وإلى باب سيّدهم وَلَجُوا، وأنت تقف مكبلا ساكنا فهلّا تتذلّل وتتضرّع وترجو،..
يفتح لك أبوابا ودروبا بها إليه تسير، لم يرضى يوما أن ينتهي لغيره بك المصير، أراد قربك وناداك وجازاك فأحياك مرارا لتُنير،..
عرفت جبره فالْزَمنّ الطَّرْق حتى ترضيه، ولا تقنطن يوما على قضاء يقضيه، هو قدَر قُدِّر ببلاء كل الخير فيه،..
عرفت إما مجاب أو مدفوع به أذى أو خير مدّخر، لا تحتار مولاك الذي سيختر، لن يختار إلا خيرا فاسكن واستكِن حتى تصبر،..
فإنك إن صبرت أراك على هذه الأرض ما لم تراه عين وأشعرك بما لم يشعره قلب، رزقك روحا فوق روحك بالحنين إليه تُغلب، ويَدًا تهيم حتى عنه تكتب، رزقك حبّه ووجدانا في سجودك يُسكب، رضيَ عنك وكل الرضى لك حبّب، وما سوى رضاه لك محبّب،..فيكفينا الحب والرضى منك يا سيّدي
جميل ♥️♥️♥️
ردحذفجميل أووي بجد حبيت ماشاء الله❤❤❤
ردحذفشوشو قرأت الخاطرة بصوتك والله 💖 ❤❤❤❤
ردحذف