-->

شفق - قصة - الجزء الثاني - رحمة محمد

 

 

في اليوم التالي كانت شفق تجلس على مكتبها وتحاول المذاكرة ولكن عقلها رفض أن يستقبل أي معلومة فهو مليء بالأفكار السلبية التي تكاد تقتلها، تفكر بكل ما حدث وما سيحدث، تمنت لو أنها تستطيع الخروج لتستنشق بعض الهواء النقي لعلها تفرغ ما برأسها من ضجيج الأفكار المتزاحمة سمعت صوت اخيها الكبير (سراج ) من خارج الغرفة فذهبت إليه مستنجدة به لعله أملها في الخروج من ذلك المنزل الكئيب -سراج أنا مخنوقة أوي تعبت من المذاكرة وماما مش راضية تخليني أخرج مع حد وقالتلي إنك هتخرجني أخرجك اي هو مفيش غيري في البيت ده! أنا مش فاضيلك ورايا شغل طب خد أجازة عشان خطري -مش هعرف أخد إجازة غير يوم واحد في الأسبوع وبخرج فيه مع خطيبتي ولا حتى اليوم ده كمان مش هتهنوني عليه -خلاص ياسراج مش عاوزة حاجة عادت شفق إلى غرفتها بخيبة أمل تحاول الإمساك بدموعها دون جدوى فارتمت علي سريرها واحتضنت الوسادة وهي تنهار باكية ثم وضعتها علي وجهها لتكتم صرخاتها حتي لا يسمعها أحد شعرت أنها تريد أن تجد أي طريقة لتفرغ ما بداخلها من وجع فلجأت للكتابة عادت إلى مكتبها و كتبت بدموعها : أحيانا يعجز لسانك عن وصف الإحساس وتتضارب بداخلك الكلمات كأمواج البحر في الصخور حين تشعر أنك وحيد رغم جميع من حولك ذلك الإحساس الذي طالما لم أشعر إلا به عندما لا تجد من يفهمك ولا يقدرك ولا يؤمن بك فتضطر للهروب إلى عزلتك لأنك لم تجد راحتك مع البشر، حتي أقربهم إليك أريد الصراخ بكل ما أوتيت من قوة، أريد أن أخبرهم بأن روحي تهشمت وأن قلبي تحطم وأني أعيش في صراع ، اريد البكاء حتي تنتهي الدموع... أريد تحطيم كل ما حولي، أريد أن أخرج كل ما في صدري من حزن.... أريد أن يحتضنني أحد وأن يخبرني بأن كل شئ بخير.... بأن كل ذلك الألم سيزول، أريد أن يصغي لي أحدهم وينسي كل ما قلته بعدها... أريد ان يضم أحد روحي ويخبرني انه لن يتركني مادام يتنفس شعرت أن البركان الذي بداخلها قد أخمدته الكتابة وهدأ من غضبها قليلا اتجهت الي سريرها في محاولة لاستدعاء النوم بأي وسيلة، امسكت بهاتفها لتطلع على الفيس بوك كمحاولة لإلهاء عقلها المسكين ولكنها وجدت إشعار بطلب صداقة جديد، لم تعره اهتماما وظلت تقلب المنشورات وتتابع احداث المجتمع في ملل حتي ظهرت أمامها رسالة من نفس الشخص الذي أرسل إليها طلب الصداقة في محاولة منه للتعرف عليها، كانت معتادة على حظر أي شاب يحاول مراسلتها ولكن الأمر اختلف هذه المرة، فقد تملك الفراغ والملل منها و شعرت بفضول غريب نحوه فقامت بالدخول إلى صفحته لتتفحصها وفكرت في التعرف عليه لعله شخص جيد وتكون قد اكتسبت صديق يهون عليها ما تشعر به وبالفعل سمحت له بالتحدث معها واصبحا أعز صديقين، حكي لها كل شئ عنه كان يدعي (فارس) يبلغ عمره 20 عاما ويعيش بمدينة أخرى غير التي تسكن بها شفق ظلا يتحدثان لساعات طويله حتي الصباح ولم يشعرا بالوقت نامت شفق بعدها وهي تشعر انها اسعد فتاة علي ذلك الكوكب وكأنها اول مرة تتذوق طعم النوم والراحة استيقظت في الصباح علي رسالة منه -صباح الخير ياأجمل خير ابتسمت بفرح وشعرت بأن الخير حقا قد حل عليها بوجوده ليس فقط علي صباحها، بل علي حياتها بأكملها..

TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *