كتبت : أسماء حمودة
غاية لا تُدرك
قالوا قديمًا أن رضا الناس غاية لا تُدرك ولكننا لا نؤمن بها ونسعى لإرضاءهم.
بعض الناس يفعلون ما يتوجب عليهم فقط لإرضاء غيرهم، فهذه الفتاة تتزوج بشخص لا يرتاح له قلبها لتدرك غاية والديها وخالاتها وعماتها وجيرانها وصديقات أمها اللاتي يتدخلن بهذا الأمر دون وجه حق، ويحملونها عبء تأخر زواجها فتتزوج لترضيهم لا لترضي نفسها أولًا.
وهناك زميلة عمل تشعر كل يوم بأنها تريد ترك هذا العمل لأن زملائها لا يعاملونها جيدًا، ولكنها تخشى أن يُقال عنها أنها قد هُزمت أمامهم، هي لا تعلم أنها ستتركهم وحياتهم ستمضي وينسونها وتنتهي علاقتهم فلا داعي للقلق من أفكارهم، وتخشى أن يقول عنها أهلها أنها ليست قوية كفاية لتكمل عملها ولكنها هي من تعاني وليس هم فلا داعي للقلق من أفكارهم أيضًا.
نفعل ما بوسعنا ونوهم الجميع بأننا أقوياء ونستطيع التحمل حتى ينتهي بنا الأمر في بؤرة المشكلات النفسية، تقول المرأة أنها قادرة على تحمل كل الأعباء والمواقف حتى يظن الجميع أنها لا يؤثر بها شئ ويعجبون بقوتها، هي قد حصلت على ما تريد من الإعجاب ولكنها خسرت أمام نفسها لأن الجميع ظن أنها قوية معتمدة على نفسها ولكنها امرأة في حاجة إلى التدليل في بعض الأحيان فقد خلقها الله هكذا، فلماذا تحاولين تغيير طبيعتك من أجل الآخرين؟!
هناك من يريد الزواج من فتاة ووالده لم يوافق عليها ولكنه أصر على الزواج منها ليكتشف أنها غير مناسبة له وشخصيتها لا تنفعه ولكنه أصر على ذلك فقط ليعاند قرار والده الذي هو في نظره دكتاتوريًا، حتى لو كان الأب كذلك وحتى لو سيضحك عليك لأنك تركت هذه الفتاة كما أراد فلا بأس يا صديقي فلترضي نفسك أولًا ولا تعاندها ولا تهتم بآراء الآخرين.
الاهتمام بآراء الآخرين يظلم أنفسنا ويهلك أرواحنا فما دمت لا تفعل ما هو حرامًا فلا تهتم برأي الغير، حتى وإن اخترت طريقًا مختلفًا لا يرضى عنه الآخرين ثم اكتشفت أن الحق معهم فتوكل على الله وقم بإنهاء ذلك الطريق حتى وإن قالوا عنك فاشلًا، فهذا أفضل من الاستمرار فيما لا تحبه لأجلهم.
اعلم أن طريقك أنت من ستمشي به وحدك وستجد فيه من الوعورة ما يكفي فبالتالي أنت لست بحاجة لأن يأخذ أحدًا قرارًا بدلًا منك، لست بحاجة لترضي الآخرين أو تحصل دعمهم ومدحهم، أنت لست هنا لتبهر من حولك أنت هنا لتبهر نفسك فقط.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق