-->

الباشكاتبة " مقال " بقلم/ مريم الحديدي

لم نُخلق لنستسلم وتقُص أجنحتنا بفعل الزمن، إنما خُلقنا للمواجهة، وليست المواجهة تحتم على الأخرين فحسب إنما تقترن هذه الحتمية أولًا وأخيرًا علي مواجهة أنفسنا ذاتنا، عقولنا  وقلوبنا، فلا تعاتب شخصًا يقرأ ما يميل إليه مزاجهُ وميولهُ، لا يغير من مكانتهِ واقفًا دومًا لا يتقدم ولا حتي يتأخر ويتراجع خطوة فمن تأخر فأنهُ علي الأقل  قد حاول؛ ولكنه لم يوفق ولم أقُل هنا أنها مسأله الحظ لأن كلمة حظ أعتبرها شماعة يُعلقَ عليها الفاشلون أحلامهم التي لم يستطعوا أن يصلوا إليها مهما حاولوا.
 فلا تخشي الفشل فَتُقص أجنحتك من عقلك فتكن كطير يري أن الطيران جريمة، ولكن علم عقلك من البداية كيف يطير حتي إذا جاء وقت الحرية فلايخشى السقوط فيكن مساره دومًا هو النجاح بدلًا من الفشل الذريع.
كثير منا يأِبيى الخوض في التجارب بسبب الخوف دوماً من الوقوع في الفشل، فالبعض لا يُحسن التغير ، نواجه تحديات نظن أنها لن تنتهي وأنها وجُدت لنتَشتتَ بها ليس إِلاَ وتخيب آملنا وظنوننا وكأن التحدي ثابت لا يتغير ليبقي أحلامنا بعيدة المنال معلقة في خيالتُناَ فقط لا نستطيع الفوز بها 
فمن المسُتساغ حينها أن تشعر بِالإحبَاط وتتقبل فكرة أنه لن يحدث تغيِر فُتستسلم للأَمر، ولكنك لاتسطيع أن تريدى مايفعلهُ الله فهو في علم الغيب فالله لديه قدرة فاقت أي قوي وعَظمت 
برغم أن الظروف تقول لك بأن الأمور سوف تأخذ العديد من السنوات لتنال ماتريدهُ ،العديد من السنوات لتقابل الشخص المناسب، ولكن الله سوف يُفاجأك ،كل ماتريده سيحدث أقرب مما تتصور برغم أنه لم يكن هنالك أي إشارة علي حدوث أي شئ ("إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ")
فلا تصدق الأكاذيب التي تقول لكَ بأن الأمور لن تتغير واحسن الظن باللَّه دائمًا وأبدًا وتوكل علي الواحد الأحد القهار ؛حتي لاتقع فريسة فلا تتقدم خطوة واحدة بناءً علي تلك المعتقدات والأراء التي لا صحة لها إلا أنها تصور سلبي في مخيلتنا وتذكر أن:
"أشدُّ سجونِ الحياةِ فكرةٌ خائبةٌ يُسجن الحيُّ فيها "
  فالخوف من الدخول في كل شىءٍ جديد يبقي خوفًا لا مفر منه .
 تشعر دوماً أنك طير كسيرِ الأَجنحة فلا تستطيع الطيران ولاتجد من يداويها ،فتبقي حتي أثر وقوع كلماتك علي الآخرين التي تفوهت بها من فيهك كلمات صفراء مدونة على حائط ذكرياتٍ منسية
فعليك بالرضا دومًا؛ حتي وإذا لاحقكَ الفشل وأحال بينك وبين أحلامك. 
إن الله لا يُمسك عنّا فضله إلا حين نطلب ما ليس لنا أو ما لسنا له" 

    للرافعي مقولة أعجبتني تُلخص لماذا نحظي بالفشل وأحيانا كثيرة لا نأخذ مانتمناهُ؟
في " وحيّ القلم" الكتاب الأكثر من رائع قال: 
"لم تعطني يارب ما أشتهي كما أشتهيه ولا بمقدار مني، وجعلت حظي من آمالي الواسعة كالمصباح في مطلعه من النجوم التي لا عدد لها، ولكن سبحانك اللهم لك الحمد بقدر ما لم تعط وما أعطيت، لك الحمد أن هديتني إلى الحكمة وجعلتني أرى أن نور المصباح الضئيل الذي يضيء جوانب بيتي هو أكثر نوراًً في داخل البيت من كل النجوم التي ترى على السطح وإن ملأت الفضاء "" 

فالنجاح دائمًا يبدأ من الرضا فتكتسب الحكمه والفطنة من كل شئ يحيط بكَ

ولكن ما معنى الرِضا؟
‏- فهو أن تمضي في الحياة بقلبٍ مطمئن، واثِق، ترى في كل قَدَر حكمة خفيّة، تستشعر الغِنَى تفيض في أعماقك، تؤمن بأنهُ لن ينال إلا ما كُتِبَ لك، تستقبل أيامك بالأمتنان على كل لحظة تحيا به فهي في يدِ اللّه والأشياء التي في علم الغيب توقعها جميعها جميلة " 
" تفائلوا بلخير تجدوه" 

ومَن سكَن الرِضا قلبهُ فقد حازَ نصيبًا وافرةً من سعادة الحياة"
فالسعادة كامنة دوماً في الرضا بما قسمه الله لك 
وفي النهايه كل العقبات التي كُنت تجزم علي أنكَ لن تتجاوزها ستصبح في يوم من الايام خلفك ، لتعلم" لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا". 
 فكم من عظيم وطَموح من يستمر بالكفاح مهما كسرت الأيام مجاديفه أو قصت أجنحتِه أو خيب آماله إحداهما فأطفئ نوره فأستلهم من شعاع نور بسيط يضوي به حياته بأكملها لينيرها وجعلها أفضل،إيجابي يتخلي عن السلبية والإحباط لذاته وللأخرين حتي في مُخيلتهِ يقاوم ويعافر الحياة لأجل مُستقبله وأمنياته وطموحه ومُبتغاه .

أعجبني مشهد من فيلم 
" Tomp ...."
عندما ذهبت فتاة إلي مكان بعيد باحثة عن الأسطورة في المقبرة التي ذهب والدها ولم يعد منها، ولكنها وجدته مازال علي قيد الحياة، لم تشاهدهُ منذُ فترة زمنية طويلة لتجدهُ شائب الرأس، بلغ من العمر أرزله ،هزيل ولكنها حينها قررت أن تذهب معهُ إلى الأسطورة  
التي إذا اكتشفها أحد ستدمر البشرية بأكملها فلم يوافق أبوها حينها على أن الأشخاص الذين سيذهبون إلي الأسطورة إذا عرفوا نواياهم على إيقاف اللعنة سيقضوا عليهم، فقال لها :
"لا تذهبي " 
فقالت له:
"ولكنك علمتني في صغري إِلا أستسلم " 
قال لها :
"لكن الزمن أختلف فلم أعد كما كنت ذلك الرجل "
فقالت له بحزم :
"ولكنني سأبقي ابنته " 
وفي النهاية تم القضاء على الأسطورة فحافظت على البشرية ولكن مقابل موت أبيها
"فشخص مقابل حياة الأخرين " 
فمقابل المواجهة والشجاعة من الفتاة التي أجبرت والديها علي الذهاب معاها بكلامتها البسيطة التي حملت الكثير من المعاني المتدفقة النابعة من روحها الشجاعة، ولكننا في بعض من الأحيان نقوم بأشياء مقابل أشياء نعجز عن وصف الحزن الذي بداخلنا عندما نفقدها، جلَّ مايمكننا وصفها حينها، ولكنها حياة وليست بجنة فلا تعطينا دائمًا ما نريده بأي حال من الأحوال.
TAG

هناك 12 تعليقًا

  1. مقالة أكثر من رائعة. لا أجد الكلام الذي يعبر عن جمال هذة المقالة. مليئة بالطاقة الإيجابية، واعجبني الاقتباس من القرآن الكريم كل الدعم والتوفيق للكاتبة مريم الحديدي. ❤️

    ردحذف
  2. روعه حبيبه قلبى ⁦❤️⁩ بالتوفيق دائما

    ردحذف
  3. جميله جدا بجد فيها طاقه ايجابيه ربنا يوفقك ي احلي باشكاتبه ❤

    ردحذف
  4. مقالة رائعة بجد، واسلوبك رائع، منتظرينك كل شهر

    ردحذف
  5. تاني مره اقرأها ..وعجبني 🖤

    ردحذف
  6. المقاله رائعه جداا شدني كلامها واسلوبها المتالق دائما فهذا ليس بجديد علي صديقتي بالتوفيق ومزيدا من النجاح♥♥♥

    ردحذف
  7. عظمه بجد من نجاح ل نجاح ديما يارب ♥️♥️

    ردحذف

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *