-->

وجه آخر للحب - مقال - رنيم طارق

 

 

لا أؤمن بالحب وإنما بأشياء أخرى.. ذاك الجنون الذي يصيب القلب ,الضوء الذي يضئ روحك وتراه في مقلتى الحبيب...تلك الكلمات الرقيقة التي نظن أنها تشيد حصون منيعة بيننا وبين لُئم الحياة وستمنع خطواتنا من التتعثر على طريق العمر ذلك النجم الساطع الذي يسمى الحب. "الانبهار" هو أولى مراحله , أحيانا تصبح تلك هي أولى مراحل الحب وأخرها أيضا وأن كانت كذلك فقد أخطأ من البداية من أطلق على تلك المشاعر حب وأن لم يكن واستمرت العلاقة فستبدأ مرحلة الحقيقة التي نرى فيها العيوب أوضح دون عبث الانبهار خالية من بريق البدايات وقتها يظهر أمامك مفترق الطرق إما أن تقبل العيوب أو تختار طريقك بعيدا عن ذلك الذي سيشكل لك عبء فوق عبء الحياة وللأسف في الأغلب لا تُقبل إنما يأجل النظر في تلك الأمور "أهمها!" إلى وقت لاحق _ليس لدينا وقت نحن الآن مشغولون بتحضير مراسم الزواج...وبعد الزواج تنجرف كل الطاقة في محاولة التعايش مع تلك العيوب وإن تقبلناها في بداية الأمر فقط بدافع الحب رغماً عنا سينتهي بريق الحب وتنتهي معه طاقتنا في تجديده يوما ما لأن الحب الأبدي الذي ظللنا نبحر على قاربه ما هو إلا اسطورة رواها لنا الأجداد في قصص وإن كان هذا هو نهاية ما تقرأ فأنا بتلك السطور أعلن إني لا أؤمن بالزواج!!...كلا عزيزي القارئ فلن تكون تلك نهاية ما سأكتب ولكني سأوجه أنظارك فقط للوجه الأكثر أماناً وأستمرارية للزواج أنا أؤمن أن سُنة الحياة الزواج وأن ما سييشيده لن يكون الحب فقط وإنما سينهض ويستمر على "التقبل،الأمان ،الثقة،التفاهم ،المودة" _التقبل أن تعي جيدا عيوب شريكك وتسأل نفسك "أيمكنني التعامل مع تلك الندبات بعد عشر سنين , أيمكنني التعامل مع بروده أو عدم تحمله المسؤولية بالقدر الكافي أو أو أو ..."اسأل نفسك إلى أن توقن الإجابة _الأمان حيث تمضي في الدنيا تحمل على ظهرك ما ستلقيه عليك الحياة لكن حتى و إن قُضم ظهرك من ثقل ما تحمل فأنت مطمئن أن هناك من لن يسمح بأن تنحني للأيام _الثقه أنك تغمض عيناك كل ليلة وتعطي ظهرك للحياة وأنت واثق أن غدر الدنيا لن يأتي من خِلاف _التفاهم حين يدرك كلاكما أنه لا يتعامل مع شخص من جنسه وإنما يتعامل مع كيان مختلف عنه يشعر ويعبر ويهتم بطريقة مختلفة ويحترم تلك الاختلافات بل ويحتويها _الموده عندما يدرك كلاكما أن مسؤولية الزواج ليست فقط فواتير الكهرباء وعشاء الصغار بل المسؤولية هي حماية شخصي الآخر من الحياة وسخافتها الحب سحر سرعان ما ينتهي ويتحول إلى مودة وعشرة طيبة فقط لمن أحسنوا الاختيار ولم يدفعوا السفينة في صحراء جرداء ليس بها نضج ولا احتواء

TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *