-->

الباشكاتبة- مقال - مريم الحديدي



_الحب لا الرحمة نعم
هذا العنوان عنوان لفصل من كتاب عصر القرود لمصطفي محمود الذي تكلم فيه عن قيمة الحب والرحمة قد يجذب الانتباه خاصة فأن كلمة حب في زمننا هذا لم تفهم بمعنها الحقيقي ولكن جعلوا الحب صنم من أصنام هذا الزمن وأحرقوا له البخور وقدموا له القرابين (ضحايا الفهم الخاطئ للحب)
فالكثير يحب لكنه يعاني، الكثير منا يجن من الحب ربما يكون ذلك الحب حب زوجين في ربيع شبابهما أو حب الأمومة وخوف الأم الدائم والمستمر الغير العادي علي أولادها أو غيرة وتسلط وتملك الزوج علي الزوجة يختلف أنواع الحب ولكن لم تختلف العاطفة التي بداخلنا الكل يحب (حب الجنس للجنس الآخر)بوجدانه يشعر وكأن الكون بأكمله يلتف حوله لإسعاده وما تلك إلا بأيام ويعود الحال الي القسوة قسوة الحب .
تسألني! وهل للمحب أن يقسو!؟ وكيف يقسو وهو يحب !أكيف يكره ؟!
والإجابة هي أن الحب مثل الثالوث ولكنه ثالوث به لا ينفك أي طرف عن الآخر الحب و الشهوة والقسوة
فالشهوة تنتهي بمجرد دقائق وسرعانًا ما يشعر المرء بالملل والفتور ويريد التجديد ليشتعل الحب من جديد ولكن إذا فشل ينقلب إلى قسوة وجحيم وينقلب إلى الضد والنقيض وبذلك بالشك بالطرف الآخر ويتحول الحب إلي تعاسة
 من يحب يقسو إذن ينقلب الحب عندما تنتحر العواطف كل يوم
لا يصلح الحب لإقامة بيت بين زوجين وفي القرآن عندما ذكر الزواج قال تعالي:
"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "
فقد جعل الزواج مودة ورحمة متبادلة من الطرفيين وقبل المودة السكينة، المودة وليست الشهوة إنما الرحمة وليست الحب.
 فالحب عاطفة إنسانية بها إنكار الذات العفو والكرم ويكاد بالشهوة ينقلب عدوًا وبذلك لم يذكر عن الزواج الحب وبذلك حطم صنم العصر ومعبوده الأول.
ولم يذكر كلمة" حب" فقط تليق بالله ولله مرتبطة به فقط فالله وحدة من يستحق الحب والتضحية بالغالي والنفيس أنه الأول والآخر ليس كمثله شيء.
الجميع قادر علي أن يحب، ولكن يوجد صفة أفضل من الحب نعطيها للطرف الآخر إلا وهي الرحمة الكل يحب والقليل يرحم فمن يحب ،يقسو ويتملك فذكر القرآن الكريم كلمة الحب مرة واحدة قال تعالي :
 "وامرأت الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖ "
أي عشقًا وقد دفعها الحب إلي القسوة عندما رفض يوسف عليه السلام أن يخضع لامرأة العزيز أمرت العزيز بسجن يوسف وبذلك قد قست وهي عاشقة ولم ترحم فالرحمة شاملة الحب ولكن منزوع منه القسوة
ومن يدرب قلبه علي الرحمة يحترم الآخر ويسامحه ويغفر له ذلته بسبب احترام لطبيعته الإنسانية الخاطئة يفكر به ويستشعر ألمه بجوارحه وقلبه حتي الشهوة يأخذها برحمة نظرته ليست بهيمية، يفكر بعقله فالله وهبَّ الإنسان العقل وميزة به عن سائر المخلوقات
وهذا هو الفارق ،العقل الذي ميز بين الإنسان والحيوان وتمتع بالرحمة والمودة وكذلك ميزَّ بين الناس وبعضهم من حيث طريقة التعامل مع الشهوات وخاصة في ذرواتها وأستعلي على شهواته فالرحمة غاية القوة وليست الضعف، أهل الرحمة أهل النور ولا يُأتي الرحمة إلا كل شجاعًا نبيل .وهي استعلاء عن البهيمية .
فبينَ ألف حبيبة واحدة من ترحم والباقيات طالبات هوى أو شهوة ؛ولكن لماذا القليل يرحم والكل يحب لأن الحب عاطفة لدي الجبلة الإنسانية فبسهولة يحب ولكن الرحمة تشمل المعاني الكثيرة كتسامح والمودة والرأفة والحب يندرج تحب مسمي الرحمة فالرحمة أولًا ثم كل شىء فيجب أن يخلع الفرد رداء السوء الذي يقابله من أفعال البشر؛ ليملك قلبًا رحيم
فمعاني الرحمة كثيرة ، كالأمان والتسامح والعفو وعدم التسلط والتملك
كحب السيدة خديجة_ لرسول محمد صل الله عليه وسلم _عندما أعطت له الأمن والأمان وكانت أحب نسائه لم يتزوج عليها في حياتها عندما جاء من غار حراء يرتجف يقول
"زملوني ، زملوني "
لتطمئنه وتذهب به إلي بن عمها ليخبره أنه النبي الله المختار
فلذلك من يستمتع بشخصية التي تجمع بصفة الرحمة يطلق عليه شخصية نورانية
لأنها تحتاج إلي التدريب والتمرين كرياضية شاقة لنزع الغل والحقد بها وبناء الرحمة بالقلب بدلا منا
 والكل يطالب بهذه الشخصية وإن كنت منهم
أيها القارئ تريد خديجة فعليك أن تكن محمد أولًا ؛ فأرحم لتُرحم
فالرحمة أعم وأرقي المعاني في هذا الوجود .
وحتي أن الله _سبحانه وتعالي_ خصَّ الرسول محمد صل الله عليه وسلم أنه أرسله وقال:
(" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ")
يقول تعالى ذكره لنبيه _محمد صلى الله عليه وسلم_ وما أرسلناك يا محمد إلى خلقنا إلا رحمة لمن أرسلناك إليه من خلقي ليدل علي قيمة العظيمة للرحمة .
ونحن ألان أمام ذنب آدم في حياتنا كل يوم بل يمكن في كل لحظة ونحن لم ندرك جيدًا انتظرونا المقال الجديد من العدد الشهري لشهر فبراير


TAG

هناك 10 تعليقات

  1. حلوة اووووي يا مريم❤❤

    ردحذف
  2. بجد تحفه حلو اووووى بجد 😍♥️♥️♥️

    ردحذف
  3. بجد تحفة اووي اللهم بارك برافو يامريم

    ردحذف
  4. عاش بجد اول مرة أقرأ ليكى حاجة بس عاجبتنى اووى ودايما من نجاح لنجاح ♥️♥️♥️♥️♥️😍

    ردحذف
  5. مقالة جميلة جدا و فعلا محتاجين نفهمها كويس و نطبقها. تناولتي موضوع هام وشيق في نفس الوقت، اشكرك على مثل هذة المقالة الرائعة

    ردحذف
  6. جميلة جدا ما شاء الله عليكى بجد ❤❤

    ردحذف

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *