رواية الليالي البيضاء للكاتب الروسي
(فيودور دوستويفسكي) من أوائل رواياته الرواية فيها الكثير من الوحدة ، الكثير من الأحلام ، والقليل من الحب . *الرواية من النوع الرومانسي غارقة في المشاعر والعاطفة المُلتبِسة ؛ وكعادة دوستويفسكي في التعبير عن الصراعات داخل النفس البشرية ، استطاع في الليالي البيضاء أن يحلل المشاعر الصغيرة من خلال امكاناته الأدبية الفريدة ، فنتجت رواية تبحث عن النهار الموجود داخل العتمة . * الراوي : اعتمد دوستويفسكي على الراوي المتكلم ( بطل الرواية الحالم ) ، وتم الانتقال بينه وبين البطلة بسلاسة ونعومة دون إخلال أو الشعور بتعدد الرواة . * الأسلوب : استحوذ الحوار جزءا أكبر من السرد والوصف ، و استطاع الكاتب أن يكشف ما يختبئ داخل النفس البشرية ، وتلخيص عذاباتها ومعاناتها بدقة ووضوح ، من خلال سرد مشوق وجمل حوارية معبرة ودقيقة نفذت لروح القارئ ، ليأخذنا دوستويفسكي بقلمه الساحر إلى ما وراء الخيال . *الشخصيات : - البطل : تعمد الكاتب عدم ذكر اسمه أو صفاته الفيزيائية وذلك ليعبر عن امكانية تعميم هذه الشخصية لتمثل أي شخص يمر بنفس الحالة النفسية والاحساس بالوحدة ، وتم بناء شخصيته الحالمة بناء محكما ، وأوضح من خلال الحوار مدى ثقافته وقراءاته المتعددة حتى أن أسلوبه كان يبدو وكأنه يقرأ في كتاب . - البطلة : الفتاة السمراء ( ناستينكا ) ربما عمد إلى توضيح لونها وأنها سمراء للتعبير عن انتمائها لفئة بسيطة ، وتم بناء شخصيتها لتناسب حالتها بشكل متوازن جدا ، فهي مترددة بداخلها مشاعر متناثرة ، تبحث عن صديق تبث له شكواها . *الحبكة : جاءت الحبكة الرئيسية ( قصة حب به عقبات ) ورافقتها بعض الحبكات الفرعية : عقدة نفسية ( هذيان الحالم ) ، فقد الحبيب * مقتبسات : لحظات السعادة قصيرة ، فتشبثوا بها بأسنانكم وبأيديكم ، تسبثوا جيدا ، فاستمرارها قصير كحلم في عتمة ليل من الليالي البيضاء . *بعض المعاني الفلسفية : - إن الجهل أحيانا أفضل من الحقيقة ، لأن الإنسان من الممكن أن يعيش على الأمل سعيدا وحالما تنكشف الحقيقة ، تموت السعادة . - قد يتمسك الإنسان في لحظات الحزن والخوف والشك العميق بأدنى أمل حتى لو لم يكن منطقيا . - مهما كانت الحقيقة مؤلمة ولكنها تأتي لإنهاء عذاب طويل . *رأيي : الرواية تستحق القراءة ،، فرومانسيتها غير فجّة ، ولغتها غير معقدة ، وليست طويلة ، وممتعة حقا . تقديري لها : ٩ درجات من ١٠
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق