عض الظن
أصدقائي وصديقاتي، أقاربي ومعارفي الأعزاء، أتحدث إليكم اليوم عن تلك الأبواب المغلقة التي تحدثنا عنها سابقًا، فأنتم تعرفون أن الأبواب المغلقة يكمن وراءها الكثير من الحكايات والروايات لا نعلم عنها شيئًا، وأيضًا بعض هذه الحكايات ممكن أن تفوق توقعاتنا.
كانت لي صديقة منذ الطفولة أحبها كثيرًا وكنت أعتقد أنها تعيش حياة طيبة ليست منعمة ولكنها طيبة، وعشت معها عدة سنوات على هذا الاعتقاد، سألتها يومًا ما سؤالًا عندما شكت لي من بعض الأشخاص بحياتها ولكنها لم تجبني إجابة شافية، ثم تمر الأشهر وأسألها نفس السؤال مرة أخرى لتضطر للإجابة وهنا كانت الصاعقة، فأنا لم أكن أتخيل قط كم هذه المعاناة والضغط الذي تتعرض له ووقتها شعرت بالفعل أن ما أعاني وأحزن بسببه هو لا شئ بالفعل، وأنا من هنا أقول لها (أعانكِ الله ورفع عنكِ البلاء يا صديقتي العزيزة).
كنت صغيرة بالعمر وصديقتي المقربة من الثانوية العامة كعادتها لا تسأل عني كثيرًا على الهاتف وهذا الأمر كنت أستاء منه وقتها، هاتفتها وعاتبتها بهجوم شديد لتقول لي أن والدها في المستشفى ثم يخرس لساني بعد ذلك.
يقال (التمس لأخيك سبعين عذرًا) والبعض منا لا يلتمس الأعذار، والبعض الآخر لا يضع نفسه موقع غيره، وبعض خواطر البشر بالفعل يكتبون فيها أن كل من حولهم هم عقارب وثعابين تعبث بحياتهم وأنهم هم الملائكة، عذرًا؛ نحن جميعًا بشر نخطئ ونصيب ونحزن ونكتئب وتعصف بنا الحياة، والبعض يكفيه ما به ولا يريد أن يستمع للمزيد من الهراء.
أحيانًا يتصل بك أحد أقاربك ليقول (لماذا لم تسأل عني أو تتصل بي فأنا كنت مريضًا؟) وعلى هذه الشاكلة يقولون لماذا لم تفعل لي هذا أو ذاك؟ أنت سئ لم تصل رحمك، ولكن لماذا لا تقولون لأنفسكم (يبدو أن لديه أمر ما يشغله .. هناك الكثير من الأعباء فوق رأسه .. أيمكن أن يكون مريضًا؟! .. أو أنه يعلم جيدًا أخباري ويتابع ويسأل عني باستمرار ولا يتصل بي مباشرة لأنه يعلم عني كل شئ بالفعل).
وهناك من يكونون على علاقة وثيقة بالآخرين ولا يوجد سبب لقطع العلاقات ولكنهم فجأة قرروا أن يختبرونهم ويقطعوا الصلة ليروا إن كان ذلك الشخص سيحاول الاتصال أم لا، ثم يعتبرون عدم اتصاله بهم هو تخلي عنهم، ثم يكملون في قطع العلاقات حتى تنتهي تمامًا دون أن يسألوا أنفسهم نفس الأسئلة السابقة أو يفكروا أن البعض يخشى أن يكون ثقيلًا على الآخرين أو متطفلًا لذا يفضلون عدم التحدث لشخص لا يتحدث معهم بالفعل، هذا خطأ عظيم بالفعل فقطع العلاقات بهذه السهولة قد يكون صعبًا على الآخرين وتلك الاختبارات قد لا تُفهم من قبل من يختبرونهم فرفقًا بهم ولا تفكروا بهذه الطريقة التي تكون سببًا في إضاعة الأشياء الجيدة.
خلاصة القول أن بعض الظن إثم، وحياتنا بها ما يكفي من المعاناة لدرجة لا تجعلنا نفكر بهذه الأشياء (من يهتم بي؟ ومن يسأل عني؟ ومن لا يسأل لن أحدثه بعد الآن) إنها أشياء ترهق أنفسنا وتُزهق أرواحنا، من الأفضل بالفعل عدم الانتظار، فعدم الانتظار يجعلنا أسوياء نفسيًا فلتقم بنفسك وكفى بالله معينًا وحسيبًا، فلتجعلوا رصيد أصدقائكم وأقاربكم وأحبابكم كبيرًا عندكم بدرجة لا تجعلكم تخسرونهم بهذه السهولة، لا أنكر أننا بشر وبعض المواقف من الآخرين تحزننا بالفعل، ولكن لنحاول إبقاء الود ونتجنب ما أحزننا من هذا الشخص، وإذا كان هناك من يؤذينا بالفعل فلنحاول تجنبه قدر المستطاع والبعد عنه نهائيًا، ولكن لا تعتبروا جميع المواقف هي مؤذية وتظنون الظنونا ورفقًا بأحبائكم فهم بشر مثلكم بهم الجيد والسيئ ولن تستطيع جعل البشر جميهم جيدون مهما حدث.
كان معكم .. #وصفة سوما
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق