كتبت : نور البُشرى
القصر الذي لا تغيب الشمس عن حجراته أبداً
قصر البارون
هل هو تحفة فنية ام مقبرة للاشباح!
شبه يوميا ما يمر الكثير منا علي قصر البارون لتاخذك عظمته وبهائه من النظرة
الأولي.
كثيرا ما نسمع أن لهذا القصر سحرا خاصا كأنه يناديك لتتجول بين أركانه
الساحرة .
ولكن يبقي السؤال ما السر الغريب وراء هذا
القصر الأثري الذي يميزه عن باقي القصور الأثرية
فالسر ليس فقط تصميمه الفريد حيث ان القصر صمم علي مساحة 12 الف متر وإستلهم
تصميمه الخارجي من فنون عصر النهضة الأروبية والمعابد الهندوسية وقد صمم بطريقة تجعل الشمس
لا تغيب عن حجراته وردهاته أبدًا.
المساحة الداخلية للقصر صغيرة نسبياً فهو مكون من سبع حجرات موزعة
على طابقين, الطابق الأول يضم صالة كبيرة وثلاث غرف إحداها للضيافة والثانية
للمائدة أما الثالثة فخصصت للعب البلياردو، وعن طريق السلم الرخامي المزين
بدرابزين محلى بتماثيل هندية صغيرة دقيقة الصنع يصعد إلى الطابق الثاني الذي يتكون
من صالة كبيرة وأربع غرف نوم واسعة أرضياتها من الباركيه ولكل منها حمامها الخاص
الذي تكسوه بلاطات من الفسيفساء ذات الألوان الزرقاء البرتقالية والحمراء في
تشكيلات لونية متناسقة، ولكل غرفة شرفة خاصة محمولة على تماثيل الفيلة الهندية
وغطيت أرضيتها بالفسيفساء الملونة وبها مقاعد ملتوية تحيط بها التماثيل من كل جانب سطح القصر "البانوراما" أشبه بمنتزة استخدم في بعض
الحفلات التي يقيمها البارون، وكان مكانه المفضل لتناول الشاي وقت الغروب، وجدران
السطح عليها رسوم نباتية وحيوانية وكائنات خرافية، ويصعد إليه بواسطة سلم مصنوع من
خشب الورد الفاخر.
خصص البدروم (السرداب) للمطابخ وأماكن انتظار السيارات وحجرات الخدم والمغاسل
الرخامية، ويتصل بقاعة المائدة عن طريق مصعد مصنوع من خشب الجوز. على الجانب
الأيسر للقصر برج كبير كان يدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة ليتيح لمن
يجلس به أن يشاهد ما حوله في جميع الاتجاهات، ويتألف من أربع طوابق يربطها سلم
حلزوني تتحلى جوانبه الخشبية بالرخام وعلى درابزينه نقوش من الصفائح البرونزية
مزينة بتماثيل هندية دقيقة النحت. وحول القصر حديقة فناء بها زهور ونباتات، وأسفله
نفق يصل بينه وبين "كنيسة البازيليك".
استخدم في بناء القصر المرمر والرخام الإيطالي والزجاج
البلجيكي البلوري الذي يمكن من بداخل القصر أن يرى كل من في الخارج، ويتصدر مدخله
تماثيل الفيلة، فيما ينتشر العاج داخل وخارج القصر، وترتفع النوافذ المصنوعة على
الطراز العربي وتنخفض مع تماثيل هندية بوذية. وعلى شرفات أبوابه زخارف إغريقية
دقيقة الصنع.
يضم القصر مجموعة من التماثيل والتحف النادرة المصنوعة
بدقة من معادن نفيسة، منها ما جلبه البارون من الهند مثل تماثيل بوذا والتنين
الأسطوري، ومنها أوروبي الطراز المصنوع من الرخام الأبيض ذو ملامح يونانية
ورومانية، بالإضافة إلى تماثيل لراقصات يؤدين حركات تشبه حركات راقصات الباليه.
وداخل القصر ساعة أثرية قديمة توضح الوقت بالدقائق والساعات والأيام والشهور
والسنين مع توضيح تغييرات أوجه القمر ودرجات الحرارة.
ترجع نشأة هذا القصر الي صاحبه المليونير البلجيكي البارون
ادوارد امبان الذي جاء الي مصر قادما من
الهند في نهاية القرن التاسع عشر فشرع في اقامة مشروع سكني جديد في صحراء
القاهره هيليوبليس وبدا في بناء القصر
الخاص به في وسط هذا المشروع السكني
واستوحي تصميمه علي طراز العماره الهندوسيه الاوروبيه.
لوحة "إغراء بوذا"، وهي من أبرز الأساطير التي تزين واجهات
القصر وهي تقع على الواجهة الرئيسية أعلى باب الدخول للقصر، وربما لم يأتِ اختيار
الموقع هنا من فراغ، فبحسب المعتقدات البوذية فإن وجود بوذا أعلى المدخل الرئيسي
يعد طاردا للطاقة السلبية ومنعها من الدخول، وتُظهر اللوحة بوذا وهو جالس فوق زهرة
اللوتس التي ترمز إلى النقاء، في وضعية التأمل، مع مجموعة من الفتيات يرتدين ملابس
بسيطة يرقصن حوله..
-كان
الطابق الأخير من القصر هو المكان المفضل للبارون أمبان ليتناول الشاي به وقت الغروب.
-كان يوجد
حول القصر حديقة فناء بها زهور ونباتات نادرة.
-يوجد
بالقصر نفق يصل بين القصر والكنيسة العريقة "كنيسة البازيليك" الموجودة
حتى الآن في آخر شارع العروبة الذي يوجد به القصر .
ومع كل هذا الجمال والروعة
الا انه هذا القصر لازال مصدر للرعب لدي الكثير لما مر به من أحداث مرعبة
معظم الأقاويل التي جعلت "قصر البارون" بيتا حقيقيا للرعب
تدور حول سماع أصوات لنقل أساس القصر بين حجراته المختلفة في منتصف الليل،
والأضواء التي تضيء فجأة في الساحة الخلفية للقصر وتنطفئ فجأة أيضا، وتبلغ درجة
تصديق السكان المجاورين للقصر حدا كبيرا ومن الحكايات الشهيرة علي لسان بواب احد
العمارات المواجهة للقصر بأن الأشباح لا تظهر في القصر إلا ليلا، وهي لا تتيح
الفرصة لأحد أن يظل داخل القصر مهما كان الثمن.
وفي عام 1982
شاهد العديد من المارة دخانا ينبعث من غرفة القصر الرئيسية ثم دخل في
شباك البرج الرئيسي للقصر، بعدها ظهر وهج نيران ما لبث أن انطفأ وحده دون أن يعمل
على إطفائه أحد وقد شهد هذه الحادثة وقتها الكثير من سكان المنطقة المحيطة بالقصر.
من الأسباب التي أدت إلى زيادة الغموض هو مقتل أخت
"البارون" –البارونة هيلانه "هيلانة"- بعد سقوطها من شرفة
غرفتها الداخلية وقتما كان يدور البارون ببرج القصر ناحية الجنوب، وتوقفت القاعدة
عن الدوران في تلك اللحظة بعدما هب البارون لاستطلاع صرخات أخته، وكانت هذه هي
الشرارة الأولى لقصص الأشباح التي تخرج من غرفة أخت البارون لغرفته الشخصية.
وهو
ما جعل القصص الشعبية تشير إلى أن روح البارونة "هيلانة" سخطت من تأخر
البارون في إنقاذها، وهو ما عطل تروس دوران البرج الدائر التي لم تدر منذ ذلك
الحين حتى موت البارون نفسه عام 1928.
فيما
كانت -حسب الأقاويل أيضا- تسمع أصوات مختلفة بعضها شجار وبعضها صراخ للبارون وأخته
التي كانت قد ماتت بالفعل ودفنت جثتها في مكان ما بصحراء مصر الجديدة، ومنذ ذلك
الحين وأهالي حي مصر الجديدة القدامى يعتقدون أن البارون "إمبان" كان قد
نجح بعد وفاة أخته في تحضير روحها للاعتذار عن عدم مبادرته بسرعة إنقاذها بعد
سقوطها من غرفتها وربما عدم قبول روح أخته الاعتذار هو الذي أدخله مرحلة اكتئاب
أدت في النهاية لوفاته .
الغرفة الوردية
لم يتوقف غموض القصر عند حادثة أخت البارون ولكن ظلت الغرفه الوردية لغزا الي هذا
اليوم وهي غرفة موجودة اسفل القصر وقد اكتست كل جدرانها بالمرايات وكان الباورن
ينزل يجلس فيها منفردا بالساعات وكان البارون يمنع اي شخص من دخول هذه الغرفة
وكانت هذه الغرفة متصلة بسرداب طويل يصل طوله الى أكثر من خمسة كيلومتر ومتصل
بكنيسة البازيليك
حيث كان للبارون صديق ثري جدا فرنسي ويدعى الدوق
ماريبي الذي كانت ابنته سبب فى كارثة لم تخطر يوما على بال البارون
بعد وفاة زوجة البارون في حادث داخل القصر تعرضت ابنته ( آن ) الى حالة نفسية شديدة وهو ما
جعل البارون يجلس كثيرا بمفرده حتى ظهرت ( سيلفيا ) ابنة الفرنسي ماريبي لتربطها
علاقة صداقة ب آن ولكن .. كانت سيلفيا لها علاقات شيطانية واستطاعت أن تسيطر على
آن وقد أهدتها ورقة مفضضة رسم عليها الصليب المقلوب
فقامت آن بتثبيتها على جدران حجرتها الوردية
الجميلة التي تقع غرب القصر لم تكن تعلم أن صديقتها سيلفيا تقودها إلى عبادة
الشيطان دون أن تدري فتغير حالها كثيرًا وقد تعالت ضحكاتها ليلًا مع صديقتها
سليفيا وانطلقت رائحة البخور من غرفتها وكانوا ينشدون الترانيم الحزينة
في هذا الوقت كانت تسترجع موت أمها فتصاب بهياج
بينما يقوم الأصدقاء باستدعاء الشيطان بقصد العبادة له بحسب ما قيل من العاملين فى
القصر و ساءت حالة آن ولاحظ أبيها وخادمات القصر ما يحدث وأشار طبيب القصر إلى
ضرورة تغيير حجرتها حتى تشعر بالهدوء والاسترخاء وهنا تم وضعها فى غرفة البدروم
مع مرور الوقت زادت الأمور سوءًا بمصرع 6 خادمات
الواحدة تلو الأخرى في ظروف غامضة ومنهم مدام “دى مورييه” رئيسة خدم القصر والعجيب
أنه عقب كل حادثة كانت آن تحاول الانتحار مما كان يشير بوجود صلة بينها وبين هذه
الحوادث البشعة
اكتملت الحوادث الغريبة لتلحق بشقيق البارون
الذي لقى مصرعه داخل السرداب وبعد سنتين من التعرف على سيلفيا الشريرة لقيت آن
للأسف مصرعها وهى في التاسعة عشر من عمرها
ودفعت تلك الأجواء الغامضة التي أحاطت بالقصر
جماعات من الشبان في عام 1997 في حادثة شهيرة إلى التسلل إلى القصر ليلاً وإقامة
حفلات صاخبة إذ كانوا يرقصون ويغنون حيث ألقت الشرطة المصرية القبض عليهم لتكون
أول قضية من نوعها وهي ما عرفت بقضية "عبدة الشيطان"
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق