-->

عالم لا يخصني : أسماء حمودة

 كتبت : أسماء حمودة

"عالم لا يخصني"



أنا لا أنتمي إلى هنا ….
إنها حقيقة فأنا أشعر بكل قوة أنني لا أنتمي لهذا العالم وهذا الوقت الذي نعيش به، إذا نظرتم داخلي ستجدون شخصًا يعيش في زمن الستينات، أشعر بكبر عمري رغم صغر سني، لا أقول هذه الجملة الأخيرة بيأس بالعكس تمامًا ولكني أتمنى لو عشت في زمن قبل هذا.
عندما أنظر لنفسي أجد أنني تربيت على يد امرأة هي في الستين من عمرها الآن لذا أجد نفسي أحب ما تحبه، أحب الاستماع للطرب والأغاني الطربية، لست أفضل الأغاني القديمة فقط ولكني أحب الطرب في كل زمان ومكان فلا تستهويني الأغاني السريعة أو الصاخبة، أحب أن أفهم ما أستمع له وأحب الاستماع إلى لحن موسيقي عذب يسبق كلام الأغنية، لذا لا أستطيع أن أبتلع تلك الأغاني التي يقولون عليها (مهرجانات).
أما عني فأنا بالفعل أخجل خجلًا قديمًا فلا أبوح بمشاعري ولا أتحدث كثيرًا إلى الرجال ودائمًا ما يكون نظري في تجاه آخر عندما أتحدث لرجل، وأحب الاحترام المتبادل وأتشدد تجاه من هم يرتدون الملابس الضيقة الكاشفة أو من أرى من أخلاقه ما لا يعجبني من قلة احترام أو حديث غير مهذب مع الوالدين أو الكبار في السن أو حديث فتاة بلا خجل أمام فتيان أو شئ من هذا القبيل، بالطبع أترك الحرية للآخرين في تصرفاتهم ولا أعلق، ولكني في داخلي أشعر بالتشدد تجاههم وهذا أحد عيوبي.
وحتى في الكتابة وما أفضله من القصص، لا أفضل الرعب والفانتازيا كما أفضل مشاهدة مسلسلات الأستاذ / أسامة أنور عكاشة، أمثال ليالي الحلمية وأرابيسك والحب وأشياء أخرى والكثير منها لا أستطيع عدها حقيقة، ولذلك أحب الكتابة الاجتماعية وأحب الحديث عن علاقات البشر ومشاكلهم وأحزانهم وما يفتقدونه في هذا الزمان والجديد الذي طرأ على العرب والمسلمين ولا نستطيع التحكم في انتشاره، أحب الحديث عنا وعن واقعنا وأتمنى أن نقرأ ونكتب قصص وروايات اجتماعية دون خجل، فأنا أشعر أن الذي يكتب القصص الاجتماعية يخجل الآن من قول هذا بل ويحاول تغيير جلده في أسرع وقت حتى يجاري العصر، وأيضًا يطالبني الكثيرون بهذا التغيير، ولكني بالفعل لا أتغير بهذه السهولة، من الممكن أن أكتب في الكثير من الموضوعات والأنواع ولكن ذلك الطابع الاجتماعي سيظل بداخل رواياتي للكثير من الوقت، أو حتى يحين الوقت الذي سأقطع فيه علاقتي بالكتابة للأبد.
أحب الاحتفاظ بالذكريات الجيدة في قلبي حتى ولو لم تعد علاقاتي مع أصحابها قوية كما كانت، فأنا أقدس العلاقات وأحبها وأحب كل تفصيلة مررت بها وأتذكرها مع من أحببت من الأصدقاء والمعارف.
وسأنتهي بالتكنولوجيا، فعلاقتي بمواقع التواصل الاجتماعي هي من تلك العلاقات التي لا ألقي لها بالًا ولا أبذل مجهودًا في الحفاظ عليها، فتلك هي العلاقة الوحيدة التي لن أندم إن انقطعت صلتي بها، لا أعلم شيئًا عن (التيك توك) أو (الأنستجرام) أو غير ذلك باستثناء أسماءهم فقط، لا أعرف سوى الفيس بوك ولا أفهم كثيرًا بتفاصيله حتى وهذا عيب آخر فلا بد لي من المعرفة على الأقل.
قال الممثل أشرف عبد الباقى في إحدى مسرحياته الشهيرة (ما هذا الزمان؟ لا الكبير يحترم الصغير ولا صغير يحترم كبير فما الذي جاء بي إلى هنا؟).
إن كنتم ما زلتم تعتقدونني من هذا الزمان فقد أخطأتم، فأنا لا أعرف ما الذي جاء بي إلى هنا؟!!!!
TAG

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *