-->

مُحررة التنين " قصة طويلة " بقلم/ يُمنى معتز

الجزء الأول:

التقطت أذناها صوت المحيط المهديء للأعصاب و شعرت بالماء يحيط جسدها بأكمله ليتراقص قلبها فرحاً و تعلو ابتسامة عريضة كعرض ذلك المحيط ثغرها، و بسرعة شديدة قامت بفتح عينيها، و كالعادة انعكس ذلك المشهد المحبب إلى قلبها على رماديتيها فتلألأتا بحماس. 
جداريات صخرية مهولة الحجم  منقوش بها العديد من الرسوم المذهلة، شعب مرجانية باهرة الجمال، القليل من الكائنات المائية الصغيرة وأيضاً ذلك المخلوق العملاق و الذى يلتف حول نفسه أمام تلك الجداريات الضخمة، التنين المائى 

- ما هذا !؟ إنها أنتِ مجدداً ! 
صدح صوته الجهوري والذي كان كفيلاً ببث الرعب فى قلب من يسمعه إلا أن صوته جعل ابتسامتها تزداد اتساعاً وحسب 

- لا تكن لئيماً ، أراهن أنكَ اشتقتَ إليَ 
حادثته بصوتها الطفولي المضحك ليغلق عينيه وابتسامة صغيرة لم تستطع الصغيرة رؤيتها تعلو وجهه
- غريب أمرك أيتها الطفلة، ألا تهابينني؟ 
- يا إلهي، ألم أخبركَ أننى أمتلكُ اسماً؟  أيضاً لمَ قد أخاف منكَ بينما انتَ جزء من حلمى ؟ ألم تسأم من سؤالي ذات السؤال فى كل مرة اراكَ بها، يبدو ان ذاكره التنانين اضعف مما كنتُ اتخيل 
رمقها بنظرة لم تستطع فهمها ليردف قائلاً :
- إذًا إن لم أكن جزءاً من حلمكِ أكنتِ لتهابينني ؟ 
ابتسمت مجدداً لتقول ببراءة شديدة : و لمَ قد افعل ؟ هل لأنكَ تنين ؟ أعنى أنتَ تنين لطيف للغاية، أخبرتني مربيتي ألا أحكم على الكتاب من غلافه، كما أننا أصدقاء ولا يجب على الاصدقاء أن يخافوا من بعضهم. 
- منذ متى قلتُ أننى صديقكِ ؟ أذكر جيداً إخباركِ بأنني أكره البشر و أحتقرهم 
- و لمَ تكرههم ؟ 
- لستِ بحاجة لمعرفة ذلك ! 
- أخبرتني مربيتي أيضاً أن لكل قاعدة شواذها، لذلك لا بأس بصديق بشري ! 
نظر التنين بانزعاج إليها بينما يدرك جيداً بأنه لن يربح نقاشاً ضد تلك الطفلة المثابرة لذلك تجاهلها هو الحل الافضل 

استمرت الطفلة فى الحديث إلى ذلك التنين بينما كان يدَّعي تجاهلها و لكنه كان ينصت لما تقوله و أحياناً يجيبها بكلمات قليلة، إنها ليست المرة الاولى التي يلتقيان بها، لطالما كان كلاهما أنيس وحدة الآخر. 
عم الصمت المكان قليلاً قبل أن تبتسم الطفلة بهدوء قائلة : أنا أيضاً لا أحب البشر كثيراً 
نظر اليها التنين بتعجب بينما أثارت كلماتها فضوله و ما كاد يتحدث حتى تحول كل شئ للأسود ، فتحت الفتاة عينيها لتدركَ أن ذلك الحلمَ المذهل قد انتهى لتشعر ببعض الاستياء إثر ذلك بينما تتشوق للقائهما القادم 
#يُتبع


TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *