أقف في مرآتي كما افعل كل يوم وتفعل كل فتاة لأتجمل واضعةً مساحيق التجميل بمختلف أشكالها، أمسكت بزجاجه عطري فاتنشر رزازه مم حولي لتسقط بعض من قطراته على المرآة، مددتُ يدي لأنظفها وما أن لمستها فإذا بفتاة صغيرة باكية تطل منها ناظرة تجاهي، تراجعت مرتعدة، ملتفتة حولي... أنا وحدي في غرفتي ما الذي أراه؟؟
استجمعت ما تبقى لي من قوة وأعدت النظر بتوجس محاولة تجميع دمائي في عروقي لأجدها تنظر لي باكية بفستان أبيض وشعر طويل منسدل، تجمدت نظراتي تجاهها لوقت لا أحسبه ولا أعرفه كل ما استطعت فعله هو التجمد فقط، ليقطع تجمدي صوت والدتي:
-ورد ... ورد .. هل انتهيتي من ارتداء ملابسك؟ ... لقد تأخرتي عن عملك يا ابنتي.
دخلت والدتي الغرفة لتجدني ولازالت زجاجة العطر في يدي ناظرة إلى المرآة في ذهول تام لا أستطيع التفوه بحرف
-ورد .... ما الذي أصابك، لمَ تنظرين نظرة مريبة إلى المرآة؟
-لا شيء، لكن... أمي هل ترين شيئاً في المرآة؟
- لا يوجد شيئا يا بنتي بسم الله الرحمن الرحيم
هنا استدركت أني وحدي القادرة على رؤية تلك الفتاة فحتي هذه اللحظه لازلت أراها باكية.
انسحبت من غرفتي بعدما أدركت تأخري عن موعد عملي وفي طريقي عقلي لا يقارفه تلك الفتاة، هل ما أراه خيالات وهلاوس عقلية ام حقيقة؟؟؟
ما الذي حدث بمجرد ان لامست يدي المرآة؟ ...
زحام من الافكار يقتحم عقلي لا يتوقف، صورة الفتاه لا تفارق مخيلتي اشعر أنني أعرفها أو رأيتها من قبل لكن لا أتذكر أين أو متى.
طلبت الاستئذان من عملي مبكرا وعدتُ إلى غرفتي، وقفت أمام المرآة مرتعدة أوصالي فلم أرَ سوى انعكاس صورتي، وما بين عراك افكاري وخوفي قررت أن ألمس ذات المكان الذي لامسته بالصباح وبمجرد ان فعلت
- وكانني استدعيت ساكنه المراه - ظهرت أمامي بمظهرها الصباحي باكية.
ولجت والدتي الغرفة منادية:
-ورد ما الذي أتى بكِ مبكرًا من عملك .. ما الذي أصابك منذ الصباح؟
-لا شيء يا أمي.. أنا فقط أشعر بالإرهاق وفي حاجة إلى النوم.
وبمجرد خروج والدتي عدت مره اخري الي المرآة أنظر إلى الفتاة.
اتجهت إلى سريري في محاولة لاستدعاء النوم بأي وسيلة، أمسكت بهاتفي لأطالع موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" كمحاولة لإلهاء عقلي لا أكثر، ووسط مطالعتي بدون تركيز وقعت عيني علي صورتها لأصرخ شاهقة..".هي ... هي.. الفتاة"
ليتحول صراخي إلى بكاء خوفًا وذهولا
جررت قدميَ واتجهت مرة أخرى إلى المرآة ... أقف أمامها محاولة استجماع ما تبقي داخلي من قواي العقلية
مددت يدي لألمس المرآة وتظهر صورتها مرة أخرى
وجدتني اسألها من انتي ؟؟؟؟
لأتفاجئ بما لا يتخيله عقل
الفتاة تبتسم لي ثم يظهر مشهد علي المرآة وكأنه فيلم يعرض امامي ... الفتاه تقاوم .. رجل قوي البينه تظهر ملامحه بقوة أمامي يحاول سحبها وفي النهايه يقوم بطعنها لتقع فاقده الحياه ... واختفى المشهد.
هرولت تجاه هاتفي لأجد أن الفتاة من المفقودين
ما الذي يحدث ؟؟؟ ولماذا معي ؟؟؟
قررت استدعائها بملئ إرادتي، فاتجهت إلى مرآتي ولا أعلم كيف أتتني تلك القوة، كل ما أعلمه أن شيئا ما يرشد روحي إلى القيام بذلك، ولكنها أبت الظهور والاستجابة للمساتي، وفجأة انطلق صوتها في عقلي تحدثني بعبارة واحدة
" لا تتركي حقي "
****
مرت أيام والنوم لا يفارقني هربا مما رأيته حائرة لا أدري ماذا أفعل، نظرت إلى مرآتي كثيرا في محاولة لاستدعائها ولكنها أبت...إذن فليكن الملاذ متجسدًا في لوحاتي، فأنا أحب الرسم وأجيده لا سيما "البورتريه"...هنا قفزت إلى عقلي فكرة، الآن قد فهمت جزءا من سؤالي لماذا أنا ؟؟؟
أحضرت لوحتي وأقلامي المخصصة للرسم وبدأت في رسم صورة ذلك الضخم قاتل ساكنة المرآة.
لا ادري كم مضى من الوقت ولكن كل ما اعرفه أني رسمت وجه القاتل وكأنه صورة طبق الاصل منه
وفي اقل من ساعه كانت الصوره في مظروف على مكتب قسم الشرطة، أعطيتها لعسكري وطلبت منه إيصالها إلى الضابط دون اي كلمة اخرى واختفيت من المكان، كل ما كتبته علي المظروف قاتل فيروز الطفلة التي حيرت الجميع باختفائها.
توقيع روح فيرروز
علمت في البداية من الجرائد ان الشرطة ظلت في حيرة من هذا المظروف خاصة أن صاحب الصورة وهو صديق والدها، ليلقى القبض عليه وينهار معترفًا لترتاح روح فيروز وتختفي من مرآتي
لكن، لم تكن فيرروز الأخيرة فمنذ هذا اليوم لقد تعودت علي ساكني المرآة من الأرواح المتألمه من غدر الإنسان.
ظلت الشرطة لفترة تبحث عن المساعد الخفي لها وبعد فتره تأٌقلموا علي مظروفاتي الخفية بإمضاء روح القتيل .....
تمت بحمد الله
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق