مراجعة لرواية التابع بقلم/ إيمان هيثم منصور

رواية التابع

للكاتب أحمد عبد المجيد

رواية تناقش فكرة الموروثات من العادات والتقاليد والقيم، التي نتبعها دون التفكير في سبب أو هدف وضعها.

بطل الرواية يمثلنا جميعًا في تواجده وسط بيئة لا يفهم بها شيء، ينفذ عادات لا يستطيع حتى التأمل والتفكير فيها، يخاف من الخروج عن المألوف، وحتى عندما تحاول البطلة ( صوت عقله أو روحه المشتاقين لمعرفة الحقيقة) إخراجه يمنعه الجد (المجتمع، الأسرة، الجماعة.. الذين يحرصون على تطبيق الموروثات). 

_اقتباس من الرواية. 

( إن لم تأتِ معي سأذهب وحدي، لن أبقى طوال عمري في الكوخ! )

رأيت الإصرار في عينيها، فلم تملك إلا أن تتبعها، كيف تتركها تخرج وحدها؟ هل يمكن للحياة أن تستمرّ إن أصابها سوء؟ قد لا تملك نفعًا، إلا أنك على الأقل ستطمئن إلى عودتها بسلام، بدلا من الانتظار في حجرتك والقلق يأكلك حتى الصباح.

نظرة الفرح في عينيها أنعشتك، أشعرتك أن كل شئ يهون من أجلها، مخالفة الوصايا، والخروج إلى الغيلان وإغضاب الجدّ. مضيت معها وأنت تصارع الخوف من أن تندم لاحقًا. 

                      ******************

تدور أحداث الرواية بكوخ في قلب الغابة يعيش به أربع شخصيات يتعرضون لأحداث غريبة.  

                    ********************

لماذا التابع من أفضل الروايات التي خاطبت عقلي؟

لأنها خلقت تساؤلات وجودية كثيرة وأفسحت لي مجال التفكير العميق حتى وصلت للإجابة بنفسي، يعني الخروج عن التبعية في تلقي الأفكار.. وهذا بالضبط ما حدث مع بطلنا. لهذا أراها رواية عبقرية.  

 قبل قراءة التابع كنت أسأل نفسي دائما: من الذي وضع القوانين التي اتبعها دون حتى التفكير فيها؟ ولماذا يحرم علينا مناقشتها؟ وما الذي سيحدث إن خالفناها بغرض اكتشاف أصلها؟ هل القوانين تلك كلها سليمة؟ أم منها ما حرفه أتباع واضع القانون الأصلي؟!..

فجاءت رواية التابع لتجيب عن كل تساؤلاتي بشكل غير مباشر، وتبدل التساؤلات السطحية بتساؤلات أكثر عمقا. ...

رسالة الرواية التي أوضحت الفكرة الرئيسية ظهرت في النهاية، لن أحرق الأحداث لكن سأشرح ما فهمت منها:

١_أنت من وضعت القانون الذي تتبعه الآن.

٢_لا يمكن اتباع الموروثات دون التفكير فيها؛ لأن فهم الأسباب الأصلية لتابعيتنا لعاداتنا وتقاليدنا وموروثاتنا التي تشعرنا بالتقييد يحررنا،

بمعنى أن فهم الأسباب الأصلية يحول السلاسل التي تكبلك لجناح يمكنك التحليق به لأبعد مكان.

٣_كلنا واحد.. من وضع القانون مثل الذي اتبعه دون إدراك وفهم وقيد نفسه بالخوف من التفكير، مثل الذي غلب خوفه واكتشف ما وراء القضبان. 

فلا تخف من مخالفة شيء لاكتشاف أصله ولتعلم أن تابعيتك لشيء تعلم ما وراءه من أسباب يجعلك قائد

لأن من وضع كل شيء هو أنت!