-->

مراجعة رواية " إذ قال البحر" - ندي العُمر ‏


                           
رواية : إذ قال البحر للكاتب / أحمد الطوبجي 

رواية أقل ما يقال عنها أنها النسخة الحديثة لرائعة باولو كويلو ( الخيميائي ) بنكهة مصرية ، ولا تقل امتاعا عنها على أية حال .

*رواية تنتمي للفانتازية الواقعية والمغطاة بعباءة صوفية ، تحمل الكثير من البعد الروحي والفلسفي .

- تتناول الكثير من دواخل النفس اليشرية ، وكيف يمكن للعقل اللاواعي حبس الروح داخل سجن فولاذي .

- وأن للقدر رأي آخر فقد يسوقنا عبر الرسائل السماوية ، إذا ما اتبعنا الاشارات لنصل إلى نقطة أرادتها القوة العليا التي لا تعلوها قوة . 

* الحبكة الرئيسية : حبكة لغز ، وكعادة الكاتب  ، يستمتع القارئ بكل حرف لحين الوصل لفك الشيفرة .

تحوي بعض الحبكات الفرعية : فقد حبيب ، الجنون ،ذ جريمة ، صراع ثورات ، وغيرها .

*اللغة : لغة سهلة وجزلة وممتعة ، واستعان بالكثير من الآيات القرآنية والأناشيد الصوفية .

*الشخصيات : 

أقف هنا وقفة تبجيل واحترام لبناء شخصية بحر ، شيخه ، غالية 

حيث لم يترك سلوكا أو حرفا تفوهت به إحدى الشخصيات ، وإلا وقد وضح دوافعه النفسية و الاجتماعية من خلال الغوص داخل ماضي الشخصيات 

فقد تم بناؤها باحكام تام .

* تغلب السرد على الحوار ، و هنا أمسك الكاتب بريشته كفنان بارع لوصف المشاهد وصفا نفسيا وحسيا ، حيث تناغمت كل أجزاء المكان والزمان لرسم المشاهد ، واحدا تلو الآخر .

فيجد القارئ نقسه وقد انفصل تماما عن عالمه الواقعي ، سابحا في زرقة عيني بحر .

* فاجأنا الكاتب في أكثر من موضع في الرواية ،حيث تجعل الأحداث عقلك يذهب في اتجاه ما نتيجة السرد المتتابعة ، ثم يأخذك على حين غرة للاتجاه المعاكس .

* الانتقال بين المشاهد والأماكن التي دارت فيها أحداث الرواية ، جاء سلسا منسابا دون وقفات مخلة لاتمام المعنى . 

* بعض المقتبسات : 

- لكل منا دور في الحياة ، ودورك يا بحر أن تبحث عن مهمتك التي خلقت من أجلها .

-النفس منجلبة إلى الكرامة ، وربك يطلب منك الاستقامة ، وشرط نيل الكرامة تهذيب النفسة ففي تهذيبها تحريرا للروح .

- الإيمان يسبق الدلالات ، فما من قلب يلحظ دلالة الشئ وهو خاو منه .

- جل ما في الأمر أن تتساءل أين ومتى ؟ وستنكشف بالإجابة خيوط القدر .

- ما نحن إلا فصول بحكايات بعضنا البعض . 

* بعض ما يؤخذ عنها : 

تساؤل بحر عندما نظر للسماء وكأنه يعترض على قدر الله ، ولم تكناللهجة مناسبة للحديث مع الخالق . 

****

الرواية استثنائية ،، تقع في ١٦٦ صفحة 

ستأسرك حتى تنتهي منها 

أنصح بقرائتها .

TAG

عن الكاتب :

هناك تعليق واحد

  1. شرف كبير لي إني راجعت رواية مميزة للكاتب أحمد الطوبجي

    ردحذف

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *