رواية أقل ما يقال عنها أنها النسخة الحديثة لرائعة باولو كويلو ( الخيميائي ) بنكهة مصرية ، ولا تقل امتاعا عنها على أية حال .
*رواية تنتمي للفانتازية الواقعية والمغطاة بعباءة صوفية ، تحمل الكثير من البعد الروحي والفلسفي .
- تتناول الكثير من دواخل النفس اليشرية ، وكيف يمكن للعقل اللاواعي حبس الروح داخل سجن فولاذي .
- وأن للقدر رأي آخر فقد يسوقنا عبر الرسائل السماوية ، إذا ما اتبعنا الاشارات لنصل إلى نقطة أرادتها القوة العليا التي لا تعلوها قوة .
* الحبكة الرئيسية : حبكة لغز ، وكعادة الكاتب ، يستمتع القارئ بكل حرف لحين الوصل لفك الشيفرة .
تحوي بعض الحبكات الفرعية : فقد حبيب ، الجنون ،ذ جريمة ، صراع ثورات ، وغيرها .
*اللغة : لغة سهلة وجزلة وممتعة ، واستعان بالكثير من الآيات القرآنية والأناشيد الصوفية .
*الشخصيات :
أقف هنا وقفة تبجيل واحترام لبناء شخصية بحر ، شيخه ، غالية
حيث لم يترك سلوكا أو حرفا تفوهت به إحدى الشخصيات ، وإلا وقد وضح دوافعه النفسية و الاجتماعية من خلال الغوص داخل ماضي الشخصيات
فقد تم بناؤها باحكام تام .
* تغلب السرد على الحوار ، و هنا أمسك الكاتب بريشته كفنان بارع لوصف المشاهد وصفا نفسيا وحسيا ، حيث تناغمت كل أجزاء المكان والزمان لرسم المشاهد ، واحدا تلو الآخر .
فيجد القارئ نقسه وقد انفصل تماما عن عالمه الواقعي ، سابحا في زرقة عيني بحر .
* فاجأنا الكاتب في أكثر من موضع في الرواية ،حيث تجعل الأحداث عقلك يذهب في اتجاه ما نتيجة السرد المتتابعة ، ثم يأخذك على حين غرة للاتجاه المعاكس .
* الانتقال بين المشاهد والأماكن التي دارت فيها أحداث الرواية ، جاء سلسا منسابا دون وقفات مخلة لاتمام المعنى .
* بعض المقتبسات :
- لكل منا دور في الحياة ، ودورك يا بحر أن تبحث عن مهمتك التي خلقت من أجلها .
-النفس منجلبة إلى الكرامة ، وربك يطلب منك الاستقامة ، وشرط نيل الكرامة تهذيب النفسة ففي تهذيبها تحريرا للروح .
- الإيمان يسبق الدلالات ، فما من قلب يلحظ دلالة الشئ وهو خاو منه .
- جل ما في الأمر أن تتساءل أين ومتى ؟ وستنكشف بالإجابة خيوط القدر .
- ما نحن إلا فصول بحكايات بعضنا البعض .
* بعض ما يؤخذ عنها :
تساؤل بحر عندما نظر للسماء وكأنه يعترض على قدر الله ، ولم تكناللهجة مناسبة للحديث مع الخالق .
****
الرواية استثنائية ،، تقع في ١٦٦ صفحة
ستأسرك حتى تنتهي منها
أنصح بقرائتها .
شرف كبير لي إني راجعت رواية مميزة للكاتب أحمد الطوبجي
ردحذف