كتبت : نور البُشرى.
"بعد الفراق"
بعد الفراق تكون من أصعب لحظات الحياة علي بعض منا قد يصل ألمها أشد من ألم خروج الروح فخروج الروح ألمها دقائق ولكن بعد الفراق يبدأ الالم الحقيقي المستمر تشعر فيها أن كل شئ قد انتهي وأنك لن تري من سكن قلبك مرة أخري أن الحكاية قد إنتهت الي غير رجعة .
والمعظم ممن مروا بهذه التجربة يرتكبون الخطأ الشائع في حق قلوبهم إلا وهو خطأ الكبت وعدم الأعتراف بالألم الداخلي بألم الوحدة والوجع والغربة بعد أن تركنا من سكن أرواحنا لمدة من الوقت قد تطول أو تقصر علي حسب كل تجربة
كبت الوجع والحزن التعامل معهم علي أنهم عار لا يجب أن نشعر به أمام من حولنا من محيط تجد أنهم يحاولون الظهور بمظهر الصامد الذي لا يقهر ولم يتأثر خوفا من إظهار الألم وكأن الألم والحزن ليست من حقوقنا الأنسانية لقلوب عاشت وأحبت وخسرت
يحاولون الظهور بمظهر القوي وأن الفراق لم يؤثر أو يكسر فيهم شيئا والحقيقة أنه ما من بشر فارق إلا وكسر فيه شيئا ربما حلما او ثقة وكل علي حسب ما مر به
وهذا هو الظلم بعينه لقلوبنا فالفراق قدر ونصيب قد لا نملك شيئا و كل ما بإيدينا هي قلوبنا وما نفعله بها من كبت للحزن لتنفجر في النهاية بألم مبرح أضعاف ما كان من ألم الفراق
وإليك رسالتى بعد الفراق
أبكى أندم أصرخ من الالم لا تبقى فى داخلك شئ من الألم الا وأخرجته تحدث مع صديق أو حتي مع مختص لا يهم كل ما يهم أن تسمح لطاقة ألمك من الخروج من روحك
أكتب أو إرسم ما يبعبر عن ألمك
لا تخجل من إخراجه أنها مشاعر إنسانية تدل علي وجود روح لازالت تنبض بداخلك
فهذا حقك افرغ طاقة الالم التى بداخلك
مهما طالت المده سياتى عليك وقت ينتهى فيه ألمك هذا ما يجب ان تضعه امام عينك
كل الالم سينتهي يوما ما
ابكى بكل ما فيك من وجع فهذا ليس ضعفا كما تعتقد انما منتهى القوة
فالتعبير عن مشاعرك قوه حتى لو كانت مشاعر وجع
تخيل معي أنك قد جرحت جرحاً عميقا في يديك وقاومت بوضع عليه قطنا لتوقف نزف دماؤه دون أن تنظفه تماما وتطهره ما به من دماء وتلوث قد حدث ما سيجدث أن النزيف سيظل مستمرا بل سيقوم بتلويث ما حول الجرح وعندما يتوقف سيأخذ الجرح مده أكبر في اندماله وبألم أكبر لاصابته بالتلوث وربما يترك ندبة لن تزول أبدا
وتخيل معي أن نفس الجرح قد تم التعامل معه بطريقة صحيحة بأن نقوم بتنظيف الجرح تماما وتطهيره ووضع القطن ثم الشاش عليه بعد أن أوقفت نزف الدماء وفي كل يوم نقوم بالكشف عنه وتطهيره ووضع العلاج الازم له الي أن يتماثل في الشفاء النتيجة ستكون سيندمل الجرح بشكل أسرع ولن يكون له أٌثر ليظهر بعدها مكان الجرح وكأنه لم يكن ربما ستذكره
ولكنه لا يوجد اثر له في مكانه السابق
هذا ما تستحقه قلوبنا منا فيما بعد االفراق أن نتيح لها فرصة الاندمال أن تقوم باحتضانها وتنظيف جروحنا بالتنفيس عن الحزن والوجع وهذا هو أول طريق التعافي ما بعد الفراق
أرمى كل حزن ودمع من قلبك فكل مرة تبكى وتستشعر الألم بداخلك فأنت تفرغ مخرون من الألم وتودعه إلى الأبد
وبعد ان ينتهي كل ما لديك من مخزون
ستجد قلبك يعود بمنتهى القوة الى الحياة مرة اخرى بعد أن أخرج ما لديه من ألم
يعود الى الحياه بخبرة جديدة وعلي إستعداد لفتح بابه مرة أخري .
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق