كتب : شرف القصاص.
"الوحدة تقتلني!"
ربما ذلك السقم الذي يشعرني بنكباء و رضماء كل دقيقة تمر بي هي وحدتي ، تأكل في روحي كما ينخر السوس العظام .
كانت محببة إلى قلبي في بادىء الأمر إلى أن استيقظت ذات يوم بشعور مختلط يتملكني بين الخوف من شيء لا أعلم ما هو وبين احساس أن هناك دائماً ما هو ناقص ، واحياناً اخرى أشعر بفراغ كأنني وسط صحراء جرداء وتلهفني نيران رياحها ،لا أعلم أي طريق أسلك أو إلى متى سأظل صامداً ، ربما أريد البكاء على شيء أجهله أو ربما البكاء على نفسي التي ضاعت بين ثنايا الوحدة والإنعزال .
لا أتخيل كم أنا أمقتها الأن وأصحو أفتش عن أي شيء يُحرك تروس عقلي كي أُبعده كل البعد عن تأمل حالي أو النظر إلى زاوية من زوايا الغرفة وتذكر أكثر المواقف بشاعة في حياتي ، على عكس البداية كانت هي لهيب أفكاري وإفراغ طاقة عقلي الزائدة وراحة جسدي و التمحيص في أموري الخاصة لإتخاذ القرار الصائب ، كانت ذلك الركن الهادئ عن العالم البشع الذي يتسم بكل الوجوه الزائفة من أجل المصالح الشخصية أو إنك طيب القلب فيلتهموك إسفافاً وضحك ليفتحوا عليك باباً يدخله الشيطان بكامل إرادتك حتى تُردي نفسك قتيلاً ، وآخرون يحبطون أحلامك من أجل لا تتعداهم منزلةً ، ثم تمرر عينيك لتجد الفسق أنتشر كأنها عادة أصطبغ بها المجتمع تاركين كل منازل الآخرة من أجل الفوز ببضع الدقائق من الشهرة والتعالي حتى لو كانت على أشلاء أحبائهم .
أبعد كل هذا لا أحب العزله !
بلا قد عشقتها ، و بعدما مر الوقت أيقنت أنني لا أستطيع تحملها أيضاً ، وجدت أنني بحاجة شديدة إلى شخص أثق به كما يثق الشخص بأصابعه ، ليحمل العزلة بعيداً حيث لا تعود أبداً ، أشاطره حياتي ويكون عقلي حين لا يتحملني عقلي على التفكير فيدفعني بقوة أشق طريقي بين ذوي النفوس المريضة ، ويكون عيناي حين لا يقوى بصري على رؤية الحاقدين وأفخاخ البشر ، يحمل عبء ترميم روحي كما سأفعل ، أن يكون ما يُقال عنه" ما تبقى لك في الحياة".
ثم يأخذني عقلي من جديد وسط جدران الوحدة ليسألني :
أهذا ما تحتاجه بالفعل ؟ أهذا ما تشعر أنه ينقصك ؟ وإن كان كذلك أين ستجده ؟
أين..
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق