كتب : علاء أحمد.
"صمت الآثار عن قصص الأنبياء"
هذا السؤال الذي راود عقولنا ولكننا لم نعثر له على جواب، حتى الباحثين حاولوا الوصول إلى حقيقة هذا السؤال، منهم من تعامل مع قصص الأنبياء على أنها أساطير بالرغم من ذكرها في الكتب السماوية الثلاثة، ومنهم من علل صمت الآثار عن قصة خروج بني إسرائيل على أن المصريين لم يكونوا ليهتموا بخروج طائفة من العبيد وهروبهم من أسيادهم، ولكن لم يكن هذا هو السبب.
إذن ما هو السبب الحقيقي وراء هذا الصمت عن دعوات الأنبياء جميعهم وليس سيدنا موسى فقط؟ في البداية، احتمالية العثور على اسم أحد الأنبياء لهو احتمال ضئيل لإيمان المصريين القدماء بأن الملك هو الإله، ولذلك فإن الملك يرفض تسجيل هذه الدعوات إلى عبادة الخالق أو تسجيل الصراع وهذه ظاهرة تواجدت في الشرق الأدنى القديم مثلما حدث مع سيدنا إبراهيم وموسى.
أما لبني إسرائيل، فكان من المفترض أن نجد من الآثار ما يوضح وجود بني إسرائيل منذ سيدنا يوسف إلى سيدنا موسى، إلا أنه لم نجد شيئا عن النبيين، وإن كان سيدنا يوسف عاصر الهكسوس، وكانت تلك الفترة هي واحدة من أغمض فترات التاريخ فالمصرييون لم يحبوا أبدا ذكر هذا التاريخ أو الإشارة إليه إلا في عهد حتشبسوت، بالإضافة إلى أن أعمال الوزيرسيدنا يوسف كانت تنسب إلى الملك تعظيما للملك ولذلك فإن اسم يوسف لم يكن ليظهر.
أما بالنسبة لسيدنا موسى، فإن المصادر المصرية كانت تكتب بأمر الملك أو بموافقته ولذلك لم يكن ليقبل بكتابة هذه الهزيمة أمام نبي الله وأن يقبل أنه مجرد بشر وليس إلها، بالإضافة أن القصة انتهت بغرق فرعون الإله في نظر المصريين وانتصار موسى عدوه مع من تبعه من عبيد فرعون.
ولذلك من الصعب العثور على وثائق تدل على قصة سيدنا موسى بالرغم من ضخامة الآثار المصرية ووضوحها، إلا أنه لا يزال هناك أمل بأن نكتشف في المستقبل المزيد من الآثار التي تروي القصة.
أما عن ظهور إسرائيل في الآثار المصرية فقد ظهر لأول مرة لفظ (إسرائيل) في لوح مرنبتاح الشهير ابن رمسيس الثاني حيث وجدت العبارة "وخربت إسرائيل ولم يعد لها بذور".
وما زالت هذه القضية حتى الآن بالغة التعقيد والغموض.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق