كتبت أسماء حمودة.
"ظاهره رحمة .. باطنه عذاب"
يظن العبد أن الله قد ابتلاه بأمر لا يطيقه حتى يعذبه، ولكن في الواقع هو يرحمه فالموت المحتم كان في ذلك الأمر المعاكس لما ابتُلي به فكل قدر يحدث من الله سبحانه وتعالى هو ظاهره عذاب ولكن باطنه رحمة.
ولكن ماذا إذا كان الإنسان يظهر عليه الرحمة والأخلاق في ملابسه وهيئته أو علامة أثر السجود الموجودة أعلى جبينه وكان قلبه عكس ما يظهر عليه تمامًا؟
فبعضهن منتقبات محتشمات حافظات لكتاب الله، يقرأن القرآن بصوت تذوب له القلوب ولكنهن ظلمن وافترين وقلن على أهلهن غير الحق، وتأتين ببهتان هو عند الله عظيم؟! هنا يظهر عليهن الرحمة ولكن بالباطن يوجد الكثير من الظلمة والعذاب.
والأغرب أن البعض كانوا من أسر عادية ليسوا متشددين بذلك القدر، وعندما دخلوا في أحد دور تحفيظ القرآن الكريم وبدأوا يتعلمون ويفهمون دينهم بدأت تتغير أخلاقهم للأسوأ، أصبحت حياتهم غريبة ولا يحبهم من هم ذويهم وأولادهم! الغريب أن معرفة الله ومعرفتهم بدينهم من المفترض أن تجعلهم أكثر رحمة وأخلاقًا ولكن ما حدث هو العكس وأصبح السائد في أخلاقهم هو البلطجة وعدم معاملة الناس بالحسنى كما أمرهم ربهم.
تساءلت هل هؤلاء شعروا أنهم منبوذون عندما تعمقوا في دينهم كثيرًا لذا تغيرت أخلاقهم ليدافعوا عن نفسهم؟ ولكن السؤال الأوقع هو إذا لم تتغير أخلاقهم هل سيصبحون منبوذون من مجتمعهم؟ بالطبع لا من الممكن أن يقوم البعض بالتنمر عليهم ولكن الأفضل هو أن يثبتوا صحة تغيرهم بحسن أخلاقهم.
والسؤال الذي سيطرأ لذهنكم هو : هل تعلم ديننا الحنيف يؤدي لتغير الأخلاق للأسوأ؟ أي عدم تعلم الإسلام أفضل؟! لا بالطبع لا أقصد ذلك، فالعلم بديننا الحنيف يجعلك أكثر رحمة وحبًا لمن حولك، يجعلك تصل رحمك وتحترم الناس وتكظم غيظك عنهم، يعلمك عدم التجسس والغيبة، يعلمك عدم شرب الخمر ولعب الميسر، ديننا بدد أخلاق وعادات الجاهلية التي تفرق بين الأبيض والأسود وبين الرجل والمرأة ليجعلنا جميعًا سواء أمامه سبحانه ولا يفرق بيننا غير العمل (الصالح) وليس العمل الخبيث، ولكن العيب هنا ممن يعلّمون من يريدون التدين أن يصبحوا هم الأعلون ويظنون أنهم الأقرب إلى الله وبالتالي يحق لهم استخدام أي وسيلة في الدعوة إلى الله، وهذا هو ما يسمونه الإرهاب لأن طريق الله يأتي بالحب وليس بالكراهية والحرب، فمن الأفضل انتقاء معلمي الدين والتفكير فيما يقولونه وليس الانسياق وراءه لأنه لا يجوز التعديل عليه، فالله خلق عقولنا لنتدبر بها ونتساءل ونفهم فلا تتركوا عقولكم لمن يدمروها.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق