-->

غذاء الروح : أسماء حمودة

 كتبت : أسماء حمودة.

"غذاء الروح"

هناك مثل يقول (الجواب يبان من عنوانه) وأعتقد أن هذا العنوان قد دلكم عما سأتحدث.
يوجد حولنا الكثير والكثير من التناقضات إلى أن صرنا متناقضين بداخلنا، فها هي  تلك الفتاة الهادئة الطباع والمهذبة كما يقولون، التي تصلي وتقرأ القرآن وتهتم لدينها ولا تفعل ما يخالفه، بالطبع هناك بعض الأخطاء ولكنها لا تصل إلى الحدود، والتي تحب متابعة المسلسلات والأفلام وتحب كثيرًا كثيرًا …. سماع الأغاني.
وهنا أحب الوقوف قليلًا عند كلمة (الأغاني) فالأمر لديها لا يقتصر على الاستماع وقت الملل فقط، ولكنها تستمع بإمعان، تحب التمعن بالكلمات والألحان، تحاول أحيانًا التفرقة بين الآلات التي تُعزَف وراء الأغنية، هي لا تعترف بتلك الأغاني التي ظهرت في الآونة الأخيرة، فما يستهويها هو الطرب الحقيقي والذي هو غذاء روحها، وتحب الاستماع إلى بعض الموسيقى كموسيقى عمر خيرت مثلًا، بل وأحيانًا تؤلف الأغاني وتغنيها أيضًا وتلحنها بصوتها لعدم وجود هواية لها في العزف على إحدى الآلات الموسيقية.
ومن الناحية الأخرى، هناك شاب كان وما زال لديه صوتًا جيدًا قرر أن يبتعد عن الغناء بكل أنواعه وألوانه، فعندما يأتِ ذكر الموسيقى على مسامعه يستعذ بالله ولا يطيق الجلوس بمكان ينتشر به صوت الأغاني، وفي أحد الأيام طلب من طفله ألا يشتري وجبة غذاء جاهزة من أحد المطاعم كان ناشرًا لصوت الأغاني، ولا أعلم إن كان ذلك هروبًا من الاستمتاع بها، أم أنه حقًا كرهها؟! الغريب أن ذلك الشاب هو الأخ الأكبر لهذه الفتاة!
لا أعلم إن كان يجب الاستماع لها أم لا؟ وإن كانت هي غذاء للروح بالفعل أم رجسًا من عمل الشيطان؟ حاولت فض ذلك الخلاف بالاستماع إلى آراء بعض الشيوخ، ووجدت اختلافًا قويًا بينهم وفي النهاية لم أستطع حل ذلك النزاع ولكني استمررت في الاستماع إليها، قررت في النهاية ونظرًا لذلك الخلاف بين العلماء عليها ألا أنمي أية موهبة لدي تخص الموسيقى وأن أحتفظ بها لنفسي وأفعلها بيني وبين نفسي، ولكني لم أستطع حتى الآن الابتعاد عن الاستماع لها.
لا أستطيع الجزم بحلالها أو حرامها إلى الآن ولكني ضد كل من تلهيه الحياة وملذاتها عن ذكر الله، وضد أيضًا من يجزم بحلال هذا الأمر، وبالتالي لكل من يشبهني حاولوا ألا تلهكم المفاتن عن ذكر الله وطاعته والصلاة والذكر والعبادات، وأتمنى أن يهدنا الله جميعًا للحق.
TAG

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *