كتبت : ريم أبو زيد
"تجميد الجنين"
هل يمكنني سؤالك عن فارق العمر بينك وبين والدتك؟؟
اظن أن الرقم سيتراوح ما بين ١٥ - ٢٠ عاما، ولكن ماذا سيكون رد فعلك اذا اخبرتك أنه في عام ٢٠١٧ ولدت الطفلة إيما جيبسون وكان فارق العمر بينها وبين والدتها تينا جيبسون هو عام واحد فقط.
أجل صديقي القارئ... فإيما هي جنينٌ تم تجميده لأكثر من ٢٤ عاما متواصلة، وهو بالمناسبة أطول مدة لعملية تجميد جنين قبل تحوله لطفل، وقد تمت الولادة بشكل طبيعي والطفلة بصحة جيدة وتنمو بشكل طبيعي.
الأمر برمته هو إيقاف الوقت بالنسبة للجنين !!
فالجنين المجمد هو بويضة ملقحة وجاهزة للحقن المجهري والنمو داخل رحم الام، أما في حالة إيما فقد تم التبرع بها كجنين مجمد لمعمل أبحاثٍ وتحاليل أمريكي ليتم حفظها في النيتروجين السائل لمدة ٢٤ عاما، ليتم تبنيها من قبل تينا وتخضع لعملية حقن مجهر بطفلتها التي تصغرها بعامٍ واحد.
وولادة إيما الطبيعية قد أكدت نظرية العلماء بأن تجميد الاجنة لا يتسبب بأي عيوب وراثية او شذوذات وراثية، ولكنهم وضعوا بعض العوامل المؤثرة في ولادة طفلٍ سليم من جنينٍ مجمد منها مثلا: المرحلة التي تم تجميد الجنين فيها والتقنية المستخدمة في التجميد وأيضا عمر المرأة التي تبرعت ببويضاتها.
ويتم التبرع بالأجنة بأغراضٍ عدة منها: الأبحاث وأيضا لأزواجٍ غير قادرين على الإنجاب بشكلٍ طبيعي، وقد سجلت الدراسات أنه يتم التبرع بحوالي ألف جنين كل عام في الولايات المتحدة.
ومع انتشار تكنولوجيا تجميد الأجنة ونجاحها الفعال فقد انتشرت في العديد من الدول مثل: التشيك واسبانيا وجنوب افريقيا واوكرانيا وروسيا والعديد من الدول، ولكن الأمر لم يكن بهذه السهولة في دول الشرق الأوسط والوطن العربي فالتبرع بالأجنة وتبنيها لا زال غير مقنن او محلل في الشريعة الاسلامية وذلك لما بها من شبهة اختلاط الانساب.
الا أنه رغم كثرة الضوابط والقوانين التي تحول بين انتشار هذة التكنولوجيا في العالم العربي إلا ان الامارات العربية المتحدة قد ألغت قانونها السابق الذي يمنع تجميد الأجنة، وتم قريبا استحداث قانون يسمح بتجميد الأجنة لفترة ٥ سنوات قابلة للتمديد، مع الحرص على ضمان حقوق جميع الأطراف المعنية، وبالفعل تمت ٢٥٠ عملية لزراعة الأجنة المجمدة في الامارات العربية.
والان صديقي القارئ... بعد كل ما تناولناه عن عملية تجميد الأجنة وحفظها برأيك ماذا سيكون عائدها على البناء الأسري والامراض الوراثية والتعداد السكاني في العالم اذا تم انتشارها؟؟!
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق