كتبت : أسماء حمودة
"عيون القلب"
عنوان مقالنا اليوم هو (عيون القلب) وهو مطلع أغنية للسيدة نجاة الصغيرة، ولكن حديثي اليوم ليس عن الأغاني هو عن عيون القلب بالفعل.
دائمًا نرى بأعيننا قبل قلبنا ولذلك أحيانًا تنفطر القلوب، ولو أن حديثي اليوم سيكون قاسيًا بعض الشئ ولكن أرجو ألّا يزعجكم.
معظمنا نحن معشر الفتيات نتمنى الزواج برجل صالح نعيش معه لنكتمل معًا، ولكن الرجل الصالح هنا يختلف من فتاة لأخرى، فمنا من تريد المال ولا يهم أي شئ في سبيل ذلك ومن تريد الحب والرومانسية الخالية من أي منطق فيجذبها المظهر الرائع والبنية الجسدية القوية للرجل، ولكن أريد أن أقول لكِ يا صديقتي أنك لن تعيشين مع بضعة أموال أو مظهر رائع كأبطال المسلسلات التركية، أنتِ ستعيشين مع شخص وإنسان متكامل وإن لم تضمني أخلاقه فلا يوجد ضمان بعد ذلك، فالرجل ذو الخلق المنحدر من عائلة شيمتها الاحترام والأخلاق والتدين حتى ولو كان مظهره ليس رائعًا كما تمنيتِ أو أنه بنيته الجسدية ليست قوية بالدرجة الكافية لكِ سيصبح هو رجلك فمن الممكن أن يكون رجلًا بالاسم والشكل فقط ولكنه سيتعامل معكِ فيما بعد كما لو أنكِ جارية، في حين أنك إذا اخترتِ صاحب الأخلاق ذو الشكل الغير محبب لنفسك ستجدين رجلًا يساعدك ويقف جانبك وسيتعامل معكِ كما علموه أهله، فتأني يا فتاتي ولا تجعلي عاطفتك تعمل مكان عقلكِ وحاولي أن تجعلي التوازن بينهما أساس اختيارك، فالأمير ليس من لديه المال والسلطة بل هو من لديه أخلاق الأمراء.
أما بالنسبة لمعشر الشباب فالمشكلة أكبر بكثير، أعتذر مقدمًا ولكن سُمعتكم بالنسبة لي صعبة للغاية، أشعر وكأن مظهر الفتاة وبنيتها الجسدية يشكلان بالنسبة لكم ٩٠٪ من اختياركم بينما تلك العشرة الباقية هي للأخلاق والدين والاحترام، أرى ذلك بأم عيني أن أول خطبة للشاب دائمًا ما تنحل بأسرع ما يمكن وأُرجع ذلك دائمًا إلى أنه فكر بعينيه وليس بعقله وقلبه وعندما يكتشفها جيدًا يتأكد أن هذه ليست الفتاة المناسبة له ولكنه نسي جمال القلب حينما نظر إلى جمال المظهر، أعتذر كثيرًا ولكن هذا ما أشعر به رغم أن كل شئ سيزول ولن يبقى سوى تلك الصفة التي تقولون عنها (الأصل) فهناك تلك الأصيلة التي ستتحملك وتحبك وتعطيك كل ما لديها دون حساب، وهناك تلك الجميلة التي ستحبها غالبًا أكثر مما تحبك، لا أقول أن الجمال شرط لعدم الأصالة ولكنك تركز عليه لدرجة نسيانك لبقية الأشياء والتي هي أهم من الجمال بكثير.
سمعت من صديقة أنها أعجبت بشاب وعقلها وقلبها قد اجتمعا عليه لما تعلمه عنه من احترامه وتربيته، ولكن عندما سمعت منه تعليقًا ضايقها أصبحت راضية كثيرًا بعدم اهتمامه بها وقالت وقتها (أستحق بالتأكيد أفضل من ذلك)، فهكذا تفكر بعض الفتيات أيضًا فلا ينسقن جميعهن وراء المظهر والبنية ولكن ينسقن أمام الأهم والأبقى.
كل شئ سيزول مع الوقت المال والجمال والحسب ولن يبقى إلا ذات الدين التي قال عنها رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) فحاول أن تظفر بها ولا تنساق وراء عينيك لأنها لن تريك كل شئ.
في النهاية دعوا ودعن عيون القلب تعمل لديكم فعيون الوجه تخفي أكثر مما تظهر، وسيصبح ما تراه هو عرضًا محدودًا إلى أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق