الرئيسية
Unlabelled
مفترق طرق ( ج ١ ) : مريم العجرودي
مفترق طرق ( ج ١ ) : مريم العجرودي
ندى العُمر يناير 13, 2022 0
يمر الوقت ببطء كنملة قررت الهجرة من مصر إلى أوروبا
أصعب أيام حياتي تمر علي المسرح مع إبتسامه حقوق الحزن تم التنازل عنها
لكن الحفلة مرت في النهاية
مرت ككل شئ يمر بعد أن يستنزف قوانا
تحركت لسيارتي بصعوبة وسط تزاحم المعجبين
من يصدق أنني لا أعلم الى أين أذهب
من يصدق من الجمهور المرتص أمام سيارتي أن النجمة الشهيرة المطربة الصاعدة ليلى ماهر لا تعلم إلى أين تذهب
بعد حفلة ناجحة جديدة يجب أن تذهب للإحتفال في أفخم فندق
بالتأكيد هذا ما يدور في ذهنهم
لن يصدقوا أنها كانت حفلة جديدة جعلتني أخسر كل شئ
يغضبني تفكيرهم أريد أن أخرج و أصرخ بهم جميعا لكن عيون سائق سيارتي المحدقة بي تحثني لتحدث
فأخبرته بالذهاب الى وسط البلد
أعتقد وقع إختياري عليها لأنها تأسر الذكريات
أنها أفضل الأماكن احتواء للقلوب المنكسرة
عندما وصل إليها غمرني الحنين للماضي
بدأت الذكريات تتسرب الي كما تسرب الهواء عند فتحي النافذة
هنا رأيت آدم لأول مرة هنا يقع مقر حزب أبي عندما ذهبت لرؤية أبي عثرت على آدم في المقر
لم أكن أتوقع ان أرى فتى أحلامي المفقود في هذا المبنى الداكن المهترئ
وهنا أيضا حدث أول موعد معه
جعلني أجرب شيئا جديد
تناولنا الفطور في أحد الأزقة الشهيرة ثم تحركنا إلى المتحف المصري أتذكر كل شئ كأنه اليوم
لكن ما حدث اليوم كانت نهاية لم أتوقعها لا نستحقها أنتهي كل شئ في شجار واحد
حقا لا اعلم علي أي شئ ينهش الحزن قلبي
هل لأجل أمي التي قررت مقاطعتي لأني عاودت التحدث مع
أبي و في النهاية تشاجرت معه بسبب آدم
آدم الذي أخبرته أن يرحل عني
لم أكن أقصد لم أكن أعني حديثي
كان ينصحني فقط بأن لا أغني هذه الأغنيات التي اكرهها أغنيها قهر
لا اعلم ما علاقتي أنا باللون الوطني
حقا من يغني مثلها في ٢٠١٠ لا أعتقد أن أحدهم يسمعها لكنها الحل الوحيد بدونها من ينتج لي ألبوم جديد
حسنا لماذا يحدق بي هذا السائق الآن
ها أنا أفعل خطأ آخر نظرت إلى المرآة
لم أتوقع هذا المنظر المزري عيوني منتفخة بالدمع بمجرد رؤيتي لما وصلت إليه
تحررت وحدها سالت على وجنتاي لتحررني من طبقات مستحضرات التجميل
أخبرته بالتحرك نحو النيل
الساعة الرابعة فجرا و لن يأبه أحد بفتاة تصرخ في النيل
خرجت من السيارة وتوجهت لنيل صارخة
حتى لم يتبق مني صوتا
زرفت الدموع أردت أن أغرق بها
لقد دمرت كل شئ علاقتي بأمي أبي حبيبي عملي
أنا حتي لا أعرف من أنا لا أعرفني لم أعد أنا لقد خسرت ذاتي أيضا
أستمر وقوفي أمام النيل حتي أختفي القمر و أختفت معه قواي بدأت الشمس بالظهور
لم أكن أنوي التحرك لولا قدوم السائق
أخبرني بتردد
_ يا بنتي كفاية عياط يالا نمشي حرام عليكي نفسك
طلبت منه أن نتجول بالسيارة آخر ما أرغب به هو الذهاب الي المنزل القاتم الذي أسكن به وحدي رغم رفاهيته أمقته
نظرت إلى الساعة وجدتها السابعة
فقررت الذهاب الى متحفي المفضل أفضل بقعة في المحروسة
متحف السكة الحديد
و بما أنني لا أعلم شيئا لا أعلم أيضا لما أحبه
لخلَوه من الناس أم لقله شهرته
لا أعتقد بسبب صَورتي المفضلة
صورة للقطر في فترة الخمسينات كم عشقت هذه الفترة هذه الصورة كم حدقت بها
كل ما أريده الآن أن أذهب و أحدق بها
أستمر عم علي السائق يتجول بنا في أزقة وسط البلد حتى دقت الساعة التاسعة تحرك إلى رمسيس
تركني أمام المحطة تحركت إلى المتحف بلهفه
حتى وقفت أمام صورتي الخاصة أدقق بها
تعجبني الفتاة الجالسة في مقطورة القطر يقال أنها كانت مطربة شهيرة في الخمسينات و لكن لم اصل لأسمها ملامحنا متشابها كلما أقف أمامها أجدني أدقق بكل شئ ملامحها ثوبها ابتسامتها تصميم القطر نافذته و ما ورائها
أقف أمامها كل مرة كأول مرة
أخرجني من عالم الصورة صوت المطر يخترق سماعي
من الواضح أنه غزير
بأسا قرر المطر أن يأتي بعد دخولي المتحف فقدت اللحظة السينمائية
ارتفع صوت المطر أكثر و بدأت الأرض بالأهتزاز ماذا يحدث الآن أيعقل زلزال
ناديت على أمن المتحف و لم يجب زاد أهتزاز الأرض و ضاق تنفسي سقطت أرضا أحاول الوقوف لكن لا استطيع أشعر بالأختناق أن العالم يدور من حولي ثم فقدت الوعي
أستيقظت على صوت أحدهم ينادي لا أعلم كم مر من الوقت و لكني شعرت بالشمس و الحرارة تحيطني و ألم رأسي يقتلني
أفتح عيوني بصعوبه لأجدني في القطر و تجلس أمامي الفتاة ذاتها
إنها الفتاة ذاتها التي بالصورة كانت تشبهني كأنها أنا بصورة مختلفة
كنت بالمتحف ماذا جاء بي إلى هنا أنني مازلت فاقده الوعي نعم هذة أحلامي
ماذا أفعل هنا يزداد ندائها لي و يزداد معه غزو الخوف لقلبي
توجهت لها و صرخت وجدتها مطعونه بخنجر
أنها تحتضر الدم يغرق ملابسها و الكلام لا يخرج من فمها ترشدني لشئ بجانبها وأنا متسمرة في مكاني لا أقوى على الحراك
لاحظت متأخر ما ترشدني إليه فأخذته مذكرة مذكراتها
أخرجت كلمة واحدة بصعوبة
_ أه.. ربي.. أهر.. بي
قالتها و خرجت روحها و خرجت معها صرخه بلهاء مني
ماذا كنت أتوقع من فتاة تحتضر
لكن الى أين أهرب…
أمتلأت الغرفة بصوت صراخنا أكاد أجزم أن جميع من بالمسرح يسمعنا كلا منا ينهال على الآخر لا أعلم لما يغضب آدم هذة ليست الأغنية الأولى التي أتفق عليها بدون علمه هل
أكتفي من ألعيبي الآن
كل منا يلق كلمات كالأسهم كأننا نتفان في صنع الآلم
زادت حدة الحديث تخطينا حدود وعودنا
و وجدتني أخبره بأن يرحل أن يتركني ويرحل
تشكلت علامات الحزن علي ملامحه اللطيفة
_ أمشي عايزاني أمشى بعد كل دة طالعة منك بالساهل
انت عارفة كام مرة كذبتي عليا كام مرة طنشت كام مرة أعترض و مهتمتيش بصي لنفسك في المراية ده أنتي دة لبسك ده تفكيرك أنتي مين يا ليلي انا معرفكيش
أنا اشتريتك كتير أوي لحد ما بعت نفسي
فاجئني بهذا الحديث وسط عيوني الامعة بالدمع و رحل كيف يأخذ حديثي بجدية أستمريت في مناداته و لكنه لم يلتفت
اردد كلمة واحدة سيعود
لكن أعلم جيدآ أنه لن يفعل
و بمجرد رحيله دخل أبي بعده يسألني عن سبب غضب آدم
بكل بساطة يأتي ليحاسبني
اجبت سؤاله بإجابة أخرى لم يتوقعها
وجدتني أبوح بحديث أخفيته طوال عشرين عام
وجدتني ألومه علي رحيله و تركي طفلة يتيمة والدها على قيد الحياة و وسط تبريره بأن أمي منعته من رأيتي صرخت به
_ و دة هيشفعلك دة هينسيني إني عشت يتيمه الأب و أبويا عايش ممكن تقولي أيه ذنبي بمشاكلكم
صمت يبحث عن إجابه
فتركته و ذهبت الى المسرح
أضع قناع آخر لا يمت لي بصلة أبتسامة زائفة مع قلب منكسر
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق