-->

بسملة محمود

سعيدة .. يا أنا لقد تجاوز عدِّي للأيام التي لم أخاطب فيها بمصطلح "سعيدة" وما شابه سواء عن عمد أو لمجرد المجاملة أعداد لا أستطيع حسابها إذًا ما المانع من قول "سعيدة" إلي وأنا أعيها؟ ، وما المانع من كتابة خطاب إلي -لأول مرة- مثلما كنت أكتب إليك دائمًا، أكتب إليك الآن ولم يحدث لي شئ -بعد-، ما زلت أتذكر الحروف التي تعلمتها منذ عشر سنوات حتى أستطيع كتابة الخطابات إليك، ما زلت أستطيع تشكيل الحروف على هيئة كلمات علها تستطيع أن تعبر ولو بشكل بسيط عما أكنه إليك بداخلي، عشر سنوات وانا أكتب إليك خطابات لم تصل، أم وصلت إليك وانت تتجاهل خطاباتي مثلما تجاهلتني انا ومشاعري منذ عشر سنوات؟! لا لا، بالتأكيد هي لم تصل إليك فانت -سابقًا- كنت تهتم بكل شئ يخصني، كنت نصفي بل كُلي ؛ ولأنك كنت كُلي ما زال قلبي ينبض بحبك على أمل عودتك ولو لدقائق توضح بها أن قلبك ما زال ينبض بحبُك لي ! وها قد آتى "عبد الحليم" يقول بـلذاذة وصفه "وأتمنى لو أنساك وأنسى روحي وياك" أتتذكر كيف كنا نستمع إلى تلك المقطع، وكيف كانت تنساب الدموع من عينيّ؛ خوفًا من أصبح محله يومًا ما، فكنت سريعًا تضمني إليك بكل حنان وتطبع قبلة صغيرة على خدي وانت تهمس في أذني قائلًا: "لن نصبح محله أبدًا عزيزتي، فكيف لي بأن أتخلى عن نصفي .. بكل بساطة لأنني؛ بدونك لا شئ" وتنهي حديثك وانت تشدد من ضمتك إليك بحنان . وفي اللحظة الآنية دموعي تنساب من عينيٌ، أين انت الآن لتضمني إليك وتشعرني بإحتوائك وحبك الدائم لي ؟! بئسًا علي ! هل هذا الخطاب الذي قررتُ كتابته لي؟ "قوم ياللي شاغلني بيك، جرب ناري"
TAG

عن الكاتب :

هناك تعليقان (2)

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *