-->

نسمة أغسطس- سلمى وليد


"ومنين اجيلك يا سمرا ياللي عيونك دوايا"
دائما ما يتررد ذلك المقطع برأسِي كُلَما رأيتها، كُلما رأيتُ مَلاكِي الذي أحرُصُ في طُرقات الجامِعَة، ألا يَكفيه شوقاً؟، ألا يرغب ان يكون بجوارِها في كل مره تخطو قدماها تِلكَ الأروِقَة؟.
حسناً، أي أحمَق لا يُمكن أن يُخبِرَك أنه لا يُريد ذَلِك.
إذا كَانِت رؤياها مِن طَرَف الطَريق تَجذِب روحَهُ لكَفيها، فما بَالي وبَالَك اذا كانَت يَداه بَين يَدَيها!.
"الشوق آه من الشوق وعمايله"
يَقشَعِر بَدَنَي تِلكَ المَره عند اشتِمامِي لعِطرَها وهي تَعبُر مِن جِوارِي كنِسمَة بارِدَة في مُنتَصِف أغّسطُس تُجَدِد أنفاس صَدرِي.
ولَكِن لا تَستَمِر الأحلَام كَما نَتمَنى، ألَم تَملِك أعظَم قِصص الحُب الصِعاب؟ "روميو وجوليت" كَمِثالٍ، ألَم يَقِف في طَريقَهُم كُل الكَون وعارَضت عائِلَيتَهُما هذا الحُب لتتكَلَل تَضحيَتُهما بالمَوتِ مَعاً، لَعلَهُما يَلتَقيان في الآخِرَة الخالية مِن تَحَكُمات البَشَر الحُب.
بالطبع لَم تَكُن قِصَتي لِتَتشَبَه بِهما ولَكِن، كُلٌ مِنا يواجِه اوجاعِه الخاصَه.
نسيت أن أُعرِفَكُم بذاتِي المُهَمَشة على جِدار الدُنيا إلا مِن تَنَمُر بعض من الشَباب أرفقونِي وَجعاً مُنذُ الإبتدائية ويشاء قَدَري أن يَستَمِر هذا الوَجَع مِن التَنَمُر مُذُ ذَاك إلي يَومي هذا، فقد تَنوعوا في ذلك وإذا أمعنت النَظَر لرُبَما قُلت أنهُم أبدَعوا فيه على الرغم من عَدم اختلاف المَوضوعات؛ بَعضَا منها لاني يَتيم الأب والأُخرَى لعدَم تَوافُر أصدِقاء لدَى أم لأني لا أتحَدَث كثيراً؟ أنا لا أتحَدَث مُطلَقاً!؛ ولِمَ أتحَدَث؟ أم لِمَن! لا أتلَقى سِوى التَنَمُر جِزاء ما أفعَل حتي جِراء تَنَفُسي.
على الرغم من كل ذلك لَم يَتعارَض مع حُبي للإلِكترونيات، إن لوغاريتمات الحَاسوب هي صَديقي الوَحيد الذي لا أشعُر جِوارِه بالوِحدَة، فبَرِعتُ بِها خصوصاً في مَجَال اختِراق الحواسيب وتهكيرها.
أُدعى "عُمَر" ولا أملِك من العُمَرَ فَرَحاً، ظَنَّ أهلي أن ذَاك الاسم يَدعو إلى التفاؤل والفَرحَة، ولَكِني لَم أُقابِلهُما في حَياتي يَومَاً.
ذات يَومٍ أنهَيتُ تَطبيق مَقولَة "جَنَت على أهلِها مَرَاكش" ولو أني لَم أجنِ على أحدَهُم سِوى نَفسي.
كُنتُ أملِكُ حِساب مَلاكِي وأُراقِبَها، مُنذُ شَهرِاٍ تَقريبا وأنا أُتابِع مُحادَثَاتِها مع إحدى صَديقَتِها عَنِّي، أسمَعُ أغانيها وألبُس ألوانِها وأحرُصها بعَيني أينَما ذَهبَت؛ ظَنَنتُ أنَنَي هَامِشٌ ولَكِنها تَراني!.
أخبَرت صَديقتها أني أتبَعُها بنَظراتٍ في كُل مَكان، فتِلكَ كانَت فُرصَتى لأعتَرِفَ لَها بِحُبي ولَكِن لَم ألقَ مِنها سِوى مَهانة، لَم أتحَمَل فواجهتها بما رأيتُ لينكَشِفَ سِري بإختراق خصوصيَتِها ولَكِن لم أكُن أنا!.
أنا "عُمراً" ولَكِنها قَصَدت آخَر، "عُمَر" رئيس فِرقَتِنا، ألَم أقُل أني لا ألقَى خَيراً جَزاء أفعَالي؟ ولَم يَبخَل هؤلاء الشَباب أيضاً عَن إخباري ذَلِك؛ فقد زادوا تنَمُرَهُم عَلَيِّ، وأنا مَن أتاح تِلك الفُرصَة.
مَرَّ أسبوعٌ بَعد مَهانَة هذا اليَوم لَم أخرُج مِن غُرفَتي إلا للحاجَة واليَوم قَرَرتُ الهَرَب.
لذَلِك فَأنتَ تَقرأُ أحرُفي تِلكَ أسفَل جُثَتي المُعلَقَه؛ أيُمكِنَك أن تَبقى بِجِوارِ أُمي ولا تَخذِلها بالتَركِ كَمَا فَعلتُ أنا؟، لَم ألقَ طَيباً سِوى مِنها.
أنا آسِفٌ أُمي..
TAG

هناك 3 تعليقات

  1. مبحبش اللي بتكتبي من فراغ❤️

    ردحذف
  2. قولنا قمر وبتكتب حاجات قمر شبهااا⁦❤️⁩🥰و زي مقولتلك بقي الصورة كانت ادامك وانتي بتكتبي😂⁦❤️⁩🔥

    ردحذف
  3. بجد تحفه خالص حرفيا انا مش بحب القراءه بس لما قريت كلامك عجبنى خالص 💜💜👏بالتوفيق ليكى 👏💪🔥🔥

    ردحذف

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *