""إذا كُنت تُريد التباهي، فيَمكنك أن تتباهى بأخلاقك وتفوقك لا بكذبك وخِداعك للأخرين"
يوجد في إحدى القرى رجل يُدعى شريف.
شريف مريض بالتباهي، يريد أن يُعلم الجميع بأنه يمتلك ويمتلك وإنه لا شبيه له، مريض بنقص جميع الأشياء التي تجعله يفعل ذلك..
وفي ذات صباح أستيقظ من النوم، وهو يقول:
أستيقظ من لا شبيه له.
يا له من مغرور!
نزل الشارع وهو يتباهى بمشيته كأنه سيخرق الأرض، حتى إنه يستطيع أن يُحطم البلدان، ولكن تعامله الناس بسُخرية وكانت تعلم أن كلامه ليس بحقيقة قطٍ وإنه سيخسر بالتأكيد، كقوله تعالى:
( وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ).
قابل أحمد حيث إنه جاره في الشارع الذي يسكن به فقال له:
شريف، إلى أين تذهب هذه المرة؟
فقال شريف بغرور وتأفئُف:
لقد قلت لك إنني أعمل في شركة ضخمة وإنها دومًا مُعجبة بإنجازاتي.
فسأله أحمد باستغراب كالعادة:
ماذا هذه الشركة؟
فاجأبه شريف بتعاليٍ:
ولماذا أقول لك؟
ومضى وهو يتعالى حتى سقط على وجهه لأنه لم ينظر على الارض. يا له من مضحك!
في الحقيقة لم يكن يعمل في أي شركة ضخمة، ولا شيء من هذا القبيل؛ فإنه يشتغل صبيُ في ورشه فقط.
أنجز عمله المُنهك وذهب إلى بيته يتباهى أيضًا حتى عاد وقابل في عودته أحمد وخالد وقال لهم:
قولا ليّ، متى سأربح في لعبة كرة القرم؟
فأجاب أحمد بهدوءٍ:
لا، لن نلعب اليوم.
فنظر شريف بتعاليٍ ثم قال:
أراكم تخشون الخسارة!
فقال خالد بإنفعالٍ كأنه يسبق سؤاله:
خسارة من!! أنت تخدع نفسك.
في تلك اللحظة أمسك أحمد يد خالد _صديقه المقرب_ الذي يسكن في شارع مجاور ليُسكتّه، فنظر خالد لأحمد ومن نظرته له المُعاتبة قرر أن يصمت..
كان أحمد لا يُريد أن يجرح شريف ويعلم إنه بالتأكيد ذات يوم سيتعافى من كبريائه، وإن الذي به ما هو إلا بسبب إنه يسكن وحده منذ صُغره فيعتقد إن هذا يُكسبه قوة.
ولكن شريف لم يسكت فقال لخالد:
إذن فلنعب اليوم ونرى.
ذهب شريف وخالد وأحمد والعديد من الأصدقاء للعب الكوره في التاسعه مساءً، إستمر اللعب ساعةً في خداع، أحدهما يُسدد الهدف، وشريف يقول إنه من فعل، يركل الكره هنا وهناك ولا يُسدد إي هدفٍ حقيقيٍ ولكنه من وجهة نظر كبريائه إنه من سدد كل تلك الأهداف.
وظلت الأحداث تتوالى وذات يوم أثناء عودته من تلك الورشة أُصيبت رجله في حادث سياره أثناء مروره الطريق ولم ينظر على الطريق من التعب أو من المؤكد إنه من كبريائه، فسقط على الأرض واجتمع حوله الناس فتسرع شريف بتعالي وكبرياء وقال:
لا أحد يقوم بلمسي، أنا أستطيع الوقوف حتى أستطيع الطير، كما إنني لم أسقط لقد جلست. فأجابه أحد من المجتمعين حوله:
يمكننا مساعدتك.
فأجاب بعجرفةٍ:
لا انا أستطيع الوقوف فقط افسحوا ليّ الطريق، مالكم واقفون هكذا!
فنفر منه الناس وذهبوا وتركوه جميعًا مُلقى على الارض.
قام شريف بصعوبه، ووصل إلى البيت بصعوبه. فقابل خالد الذي كان في انتظار احمد أمام منزله، تفاجئ من منظره وقال له:
ماذا حدث لقدمك، ميّل عليا هكذا كي أُساعدك.
فأجاب شريف:
لماذا تُساعدني! أنا فقط أمشى على رجلٍ واحدة كنوع من الرياضة لا أكثر.
فأجابه خالد بتعجب:
رياضة! كفاك مُكابرة.
رد شريف:
قولت لك رياضة.
فتركه خالد بضحكه استهزائيه وذهب.
وصل شريف بصعوبه إلى المنزل، وألقى بجسده المتعب على السرير.
مر اليوم الأول فالثاني فالثالث فالأسبوع، ولم يتحرك شريف من البيت ولم يظهر في الشارع قطٍ فقلق عليه أحمد بعدما حكى له خالد حالته في المره الأخيرة الذي رآه عليها، فقرر أن يذهبا معًا إلى منزله، وظل أحمد وخالد يطرقا الباب كثيرًا ولكن لا جدوى فقررا أن يكسرا الباب، فوجدا شريف مُلقى على الأرض ويوجد حول قدمه الكثير من الدماء، من الواضح إن الحادثه كانت قوية تسببت في نزف الكثير من الدماء توصّل به الحال للإغماء، فأخذ به كل من أحمد وخالد إلى المشفى على عجلة وخوف شديد.
بعدما قضى في غرفة العمليات ساعتين فأكثر، خرج الطبيب فهرول عليه كل من أحمد وخالد وسألوه في آنٍ واحدٍ:
ما به يا طبيب؟ أرحنا!
فسكت الدكتور قليلًا ثم قال لهما:
للأسف الشديد بُترت ساقه اليُمنى لدخول شيئًا حادً جدًا ولا أعلم كيف تركه هكذا! وكيف له أن يحاول أن ينتزعها بنفسه.
قال خالد:
هل أفاق أم ماذا يا طبيب؟
وقال أحمد بخوف شديد:
هل علم؟
فأجاب الدكتور:
لم يُفيق بعد، ولكن عند إفاقته لابد من أن يعلم من المؤكد، كما أنه مجبر على تفهم ذلك وجعله درسًا له أيضًا.
أستيقظ شريف بعد ساعتين من الزمن ووجد خالد وأحمد بجواره، فقال شريف بتعبٍ شديدٍ وهو يتفحص الغرفة:
أين أنا؟
فأجابه أحمد بهدوءٍ يتخلله حزنٍ:
شريف أنت في المشفي، ويجب عليك أن تنصت إليّ.
فقال خالد بإنفعالٍ مرة أخرى:
حدث لك لكي تَكُفّ عن أفعالك تلك.
فقال أحمد بغضبٍ:
خالد؟؟؟ أصمت.
فنظر إليهم شريف في أرتباك وخوف شديد وقال:
ماذا حدث؟ إخبراني!
فحكى له خالد ما قاله الطبيب فأنهار شريف من البكاء ولكنه لم يُكابر مطلقًا فقط إنهار وأخذ يقول تكرارًا:
أنا من فعلت.. أنا من فعلت.
فهدأه خالد بقوله:
هذا قضاء الله يا شريف والله أراد ذلك وهذا درسُ كبيرُ لك وإن كل شيءٍ بيد الله وإنك لن تقدر على فعل كل شيءٍ بمفردك. أوقاتًا يبعث الله لنا أناسٍ لتساعدنا، لا يجب لنا أن نرفض ذلك.
وقال أحمد ليحاول أن يُصلح ما قاله بغضب:
يُمكننا البدء من جديد، يمكننا بدأ صفحة جديدة سويًا.
عاد كل من شريف وأحمد وخالد إلى المنزل بعد أن ساعد أحمد وخالد شريف كثيرًا سواء بالتحفيز ومساعدته في تغيير نفسه وأيضًا في مساندته في المشي برجل واحدة وبعد مرور سنتين تطوّر مشروعهم سويًا.. فقد أقاموا شركة عمل سويًا وكان شريف صاحب الفكرة وعوض ربنا أُحيط به من كل مكان بعدما غيّر من نفسه كثيرًا.
"إنه لا حول ولا قوة إلا بالله، لا يستطيع أي منّا فعل أي شئ إلا بإمداد الله القوة والتوفيق له بذلك، لستُ بنفسك ولا بالتعالي والخداع، إنه بالله".
عظمة موفقة ديما يارب ..
ردحذفشكرًا جدًا ♥️♥️
حذفقلبي فخوره بيكي ❤❤❤❤❤❤
ردحذفحبيبة قلبي ♥️♥️♥️♥️
حذفعاش يا نهي وبالتوفيق ليكي دايما وعقبال اول رواية ليكي ❤️❤️❤️
ردحذفيارب يا خالد تسلم جدًا ♥️♥️
حذفعظمة 💛💛💛
ردحذفشكرًا جدًا 😭♥️♥️♥️♥️♥️♥️
حذفالف مبروك يانهى❤️❤️❤️
ردحذفيارب ديما ف تقدم
الله يبارك فيك، شكرًا جدًا ♥️
حذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفجميل جداااااا
ردحذفشكرًا جدًا ♥️♥️♥️
حذفتحفه كالعاده 👏❤️❤️
ردحذفقلللبي 😭♥️♥️
حذفعاش
ردحذفشكرًا 😭♥️♥️
حذفجميل جدا عاش يا نهي 💙💙
ردحذفشكرًا جدًا ♥️♥️
حذفإختيار رائع 🌸😍 دمت موفقه عزيزتي 🌸
ردحذفشكرًا جدًا تسلمي 💜💜
حذف