طريق الروح - طريق الروح .... قصه قصيره. بقلمي أيه أحمد
جالسا في الحافله مترقب الطريق سرعه القطار وكأنه الاشجار تتسابق لتلحق بك
أشبه بعمر يجري وفي وسط عراك أفكاري لمحت عيونها تأخذني لعالم وحياه أخري جالسه في المقعد امامي شارده بابتسامه ملائكي كأنها ملاك يتذكر حياته علي الارض
انظر اليها وكانها رفيقه درب وليس غريبه طريق
متفحصا ملامحها في حاله ذهول ... كيف تكون هي سؤال يدوي في عقلي وأصداء روحي ...
بدون مقدمات وجدتها تنظر لي نظره تخطف قلبي وتضم روحي
ليخرج من صوتها الهادئ كلمات في حياء
انا اعرفك لا اعلم متي ولا اين ربما تقابلنا في يوم صدفه أو جمعنا طريق ....
ناظرا الي عيونها دقائق أو ربما زمن ما
فكم من زمن نعجز عن تقديره
عقلي يدور في صراع هي ... نعم هي الفتاه التي رسمت لها عده لوحات دون أن أراها بكل تفصيله فيها
لاجد الكلام يخرج من علي لساني وكأنه قد سكن روحي منذ زمن
اسما يتردد في عقلي
ملك ...
محدثا إياه ... انتي اسمك ملك صح
مبتسمه ابتسامه وكأنها جائت من الجنه
ايوه
.. انا ادم ... اسمي ادم
ملك تتجوزني
وكأنه لقاء تجدد بعد عمر وكاني عرفتها في زمن اخر
واقدامي ساقتني لاركب القطار فقط لكي يحتضنها قلبي
قبل خمسون عاما في دفتر خواطر شهيد في الحرب تقرأه شقيقته باكيه
جمعني اخر لقاء بيها قبل الذهاب الي الحرب
خطيبتي وحب عمري كله ملك علي شاطئ البحر ممسكا يديها محتضنا فيها حلم قادم ومستقبل يشرق بين طيات عيونها علي وعد مني بالزواج بعد العوده من المعركه
صوتها يردد سانتظرك الي اخر عمري وحتي من بعد عمري ناظره الي عيوني بضحكتها الامعه
احتضنها في صمت وكم من صمت يحمل مئات الكلمات
خائف الا أعود الي عينك الحرب حاصده الأرواح وكم من ذهاب لا يعود
وكأنها شعرت بما في داخلي تهمس لي وان لم نلتقي في هذه الحياه فلنا لقاء في حياه أخري ... وهل تتوه الروح عن نصفها وان انتهي العمر ؟؟؟
تحتضن دفتر أخيها الشهيد بدموع تجري علي خطها متناولة قلمه الذي أهدته إليه ملك خطيبته
بعد مرور شهران علي تسطيرك لهذه الكلمات يا صديقي وكانك كنت تعلم أنه اللقاء الأخير وصلنا خبر استشهادك رحلت يا آدم وظلت روحك الطاهرة عالقة وكأنها في انتظار ملك لم يمض يوما الا ووجدوا جسدها بلا روح معلنا رفضا للحياة في غرفتها
وكأنما انتم علي عهد باللقاء في حياة أخرى
بعد خمسون عاما يتجدد اللقاء تنادي الروح الي نصفها وعشقها فالروح لا تضل نصفها أبدا حتي وإن كانت في آخر الكون
هو يرسمها دون أن يراها
وهي تراه في منامها دون أن تعرفه
ربما تغيرت الأجساد ولكن عشق الروح ظلت هي على وعدها ...ولنا لقاء في حياة أخري...
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق