قيل وقال! وصفة اليوم هي لنا جميعًا، البعض منا وأنا منهم أحيانًا نضع اعتبارًا لحديث الآخرين، نحن نحب من يمدحنا يمدح جمالنا أو عملنا أو أي شئ في حياتنا، ونضع تلك الاعتبارات في أذهاننا، المشكلة هي بهؤلاء الذين يسعون وراءنا ليعرفوا ماذا يحدث بحياتنا، هناك من يريدون أن يجدوا العيب ليتحدثوا عنه ودائمًا هناك من يختلقون ذلك العيب لتشويه صورنا، هناك من يراكِ ودائمًا يجب أن يقول لك (لقد سمنتِ كثيرًا فلتنحفي قليلًا حبيبتي) وكأنني آكل طعامها، ومن يراكَ فيقول (من أنت لتستطيع أن تصبح شيئًا فما زال أمامك الكثير من الوقت لتصبح خبيرًا بالأمور) رغم أنك قد حققت إنجازات جيدة بالفعل، أتذكر يومًا ما قالت لي سيدة لا أعرفها (أنتِ فتاة فلتحاولي عمل جراحة بعينك حتى لا ترتدي النظارات) وبدأت تدلني على بعض الأطباء! وكأن النظارات شئ يعيبني أو أن الفتاة يجب أن تكون كاملة وإلا لن تصبح فتاة، يومًا ما قيل لصديقة لي (أنتِ لا تستطيعين عزف القيثارة فهذا العمل يحتاج للسفر والمسابقات وأنتِ غير مؤهلة لذلك) مما جعلها لا تفكر بهذا الأمر مطلقًا، وهناك ذلك الشخص والذي بالرغم من عيوب كتابتي لم يذمها في البداية بل قال لي (أنت تستحقين أن تصبحي بمكان آخر) ليجعلني أكمل وأحسن كتابتي لأصل لمستوى الآن لست راضية عنه كليًا ولكنني أحاول أن أصل للأفضل، فلا يوجد في العالم شئ أكثر شراسة من البشر إن أرادوا إحباط شخص ما وجعله يكره ذاته، والعكس صحيح ولكنه قليل. لقد علمتم عني بعض وجهات النظر في الحياة، ولكنكم حتى الآن لا تعرفون عمري، آسفة لقد نسيت أن أقل لكم أن لدي ست وعشرون عاماً، وها قد تخطيت الخامسة والعشرين وأصبحت في اتجاهي للثلاثين، وهذا يدل على أنني في مرحلة (لماذا لم تتزوجي حتى الآن؟)، معذرة فأنا لم أخبركم أيضًا أنني أضع الزواج على هامش أحلامي، لا أنكر أن الزوج الصالح حلم أتمناه ولكني لا أستعجل تنفيذه. المشكلة هنا ليست بي أنا، فأنا لا أستعجل ذلك ولكن من حولي هم من يستعجلونه، يريدون منا نحن الفتيات اللاتي تخطينا الخامسة والعشرين أن نتزوج سريعًا قبل أن يفوتنا القطار كما بقولون، يعتبرونه إنجازاً عظيماً في الحياة أن تتزوج قبل الثلاثين، ويقال في بعض الجلسات (لقد كنت في عمر الثامنة عشر وقد أنجبت خالد وعمر ومحمد) وكأنها أخذت جائزة نوبل في الإنجاب، عذراً سيدتي فإنجابك لا يعني إنجازك ولكن صلاح أولادك هو الإنجاز عينه، وزواجك مبكراً ليس إنجازًا، ولكن العشرة الطيبة بينكما هي الإنجاز الحقيقي فما هي الاستفادة من الزواج مبكراً والعيش مع رجل لا تجدين منه غير الإهانة المفرطة؟ اليس في التأني السلامة سيدتي؟! فهذا ما تعلمته منكم في الصغر! المشكلة هي أنني أعتقد أيضاً والله أعلم أن الزواج إنجاز للرجل وليس للمرأة، فالرجل إذا تزوج فقط أكمل نصف دينه، وفي ديننا الحنيف بعيداً عن أعراف المجتمع الرجل هو من يأتي المرأة بما يلزمها من حاجيات الزواج، أي هو من يتعب لينجز هذا الأمر، وقد قال الله تعالى (لتسكنوا إليها) ولم يقل (لتسكنّ إليه) أي أن الرجل هو من يحتاج المرأة أكثر وبهذا فهو الذي ينجز إنجازًا جيدًا إذا أدخلها إلى حياته. تلك المعايير التي يضعها المجتمع في طريقنا لن توصلنا لشئ، فلنضع ذلك جانبًا ونمضي في طريقنا الذي اخترناه بأنفسنا، لنفعل ما نحب وقتما نحب وليس وقتما هم يحبون، لنأكل ما نريد ونرتدي ما نحب ولا نكره أنفسنا فلا أحد يستحق أن تكره ذاتك، نحن نمتن لكل من تقبلنا كما نحن ومن قدم لنا النصيحة بشكل نتقبله ونرضى به، ولا يجب أن نهتم لكل من يريد أن يثبط عزيمتنا ويجعلنا نكره أنفسنا وأحلامنا فلنحلم ونحاول تحقيق هذه الأحلام ونقع ثم نقف مرة أخرى، ولا شيء يحدد إنجاز الفرد فكل ما نقدمه للحياة سواء كان صغيرًا أو كبيرًا هو إنجاز بحد ذاته لن نخجل منه أبدًا. كان معكم .. #وصفة سوما
وصفة سوما- أسماء حمودة
نوفيستوري " من الصفر حتى النشر " مارس 15, 2021 0
مقالات وخواطر نوفيستوري
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق