تحت ستار الليل وقد عم السكون، هناك في إحدى الغرف التي ينبعث منها ضوء خافت تجلس " سمر" على اريكتها والابتسامة تكلل وجهها وهي تتمتم في سعادة قائلة:- ها أنا قد فعلتها وأتممت روايتي الأولى، ها هو حلمي يتحقق ، ثم نظرت بين يديها وهي تمسك بالوريقات التي كتبت فيها روايتها وهي تكرر عنوانها عدة مرات " بلا جناح" شعرت حين أمسكت بها أنها صعدت للقمر أو حققت معجزة ما مستحيلة ثم أردفت:- من الجميل أن تخرج حروفك من قلبك عبر أناملك فتسقط تارة علي الورقة وهي تبتسم وتارة أخرى تسقط جريحة ليس لديها ما يعينها على البقاء في هذه الحياة، لم تكن حروف تكتب بل هي سهام سامه انتزعناها من قلوبنا بعدما مكثت طويلا فيه حين ألقاها أحدهم نحونا، قد تترك اثر بداخلنا ولكن من الجيد صياغتها في كلمات تجسدها واقعا ويكون حلمك ملموسا بين يديك وتراه بالعين المجردة وليس فقط كلمات قابعة في ذهنك، قد تتلعثم على ألسنتنا الكلمات وتبعثرنا الحروف حين نود النطق بها أمام أحدهم او حين نود الدفاع عن ذوات أنفسنا امام الآخرين لذا يفضل الكثير وأنا منهم أن أكتب واكتب على أمل أن يفهمني شخص ما يوما، وأن يشعرني بالأمان وسط هذا العالم الذي يخيفني منذ أن وضعت قدمي على هذه الدنيا.
_ تنفست الصعداء وتابعت حديثها قائله: - من الآن أنا اعترف بأني ولأول مره اجد سبيلا للعيش أو بمعنى أدق أن أجدني، أصبح بإمكاني الآن أن أعبر عن ذاتي ومن يشبهني في هذا المجتمع عل قلوبهم القاسيات تلين لنا يوما، لم نكن سبب في تشكل هيئتنا وملامحنا ولكنه قدر الله وأنا لست معترضة عليه، ثم ضمت وريقاتها لقلبها وهي تردد حلمي تحقق رغم كل ما عانيته، بينما هي غارقة في افكارها وتسبح بخيالها بعيدا، وإذا فجأة بضوء قوي يقتحم جفونها المغمضة ويجعلها تستفيق من افكارها ،نظرت نحو الباب ورأت أخيها يقف بجواره وكانت قد ظنت منذ الوهلة الاولي أنه " عادل " الذي يبلغ من العمر سبع سنوات وتكبره هي بإحدى عشر سنه، فهو الوحيد الذي يطرق باب غرفتها من أجل الاطمئنان عليها ،على عكس والداها اللذان لا يفعلان شيء سوى توبيخها على أمر لم تستطع تغييرة ابدا، ابتسمت له وركض هو نحوها حين رآها سعيدة هكذا، احتضنته بين ذراعيها وقبل أن تحدثه عن السبب باغتها قائلا:- يبدو أن حلمك تحقق وروايتك الأولى قد تم الانتهاء منها بالفعل ،أختي الجميلة مبارك عليك روايتك " بلا جناح" ، امتعضت ملامح وجهها حين وصفها بالجمال، كادت تذرف الدموع من عينيها لولا أن تحدث " عادل " إليها قائلا:- أنا قصدت مناداتك بهذه الصفة لأنك بالفعل تمتلكينها، في الحقيقة الجمال ليس مقتصر علي المظهر فقط يكفى أن تكون روحك نقية وأنتِ تمتلكين قدر عال من الجمال يا جميلتي ، ابتسمت برغم ملامحها التي يسيطر عليها الضيق، تقدمت خطوات نحو المرآة ووقفت تتفحص ملامحها فظهرت وكأنها شخصين ، أحدهم يتقبله المجتمع والآخر لا يريد أن ينظر إلية أحد، لم تتمالك نفسها وذرفت عيناها الدموع ،أخذت تشهق بنشيج مسموع وهي تردد، لم يكن ذنبي، قد خلقني الله هكذا ،نصف بشرة بيضاء والأخرى لونها أسود، لست أنا من يعاني من هذا فقط فهناك الكثير في مجتمعنا لدية نفس المعاناة، فلما يصرون يا أخي علي التفرقة بيننا وبينهم، ألسنا من نفس واحدة وجميعا خلقنا من طين واحد ، أنهت عباراتها وأخذت تنهمر الدموع من عينيها بغزارة، ربت " عادل" على كتفها واخذها بين يديه الصغيرتين على الرغم من صغر سنه ألا أنه على قدر عال من الحكمة وكان يجيد مواساتها حين تفقد ثقتها بنفسها ، رفع رأسها عاليا وقبل جبهتها ثم حدثها بنبرة تشوبها الحنية ، أعلم حجم الألم الذي يتوسد قلبك وأعي جيدا ما تمرين به ،ولكني علي يقين أن هذا سيزول وها أنتِ الآن انتهيتِ من روايتك والتي جسدت مشكلتك ومشكلة الكثير مما يعانون منها وأنا على ثقة أنها ستحقق انجازات ساحقة، ثم تابع حديثة قائلا:- هيا بنا من أجل إعداد قالب من الكيك للاحتفال بتلك المناسبة السعيدة، لا تضيعي علينا تلك الفرحة، لاحت على وجهها ابتسامة وكفكفت دموع عينيها وذهبت تلبي رغبة أخيها الصغير والتي كانت تلقبه ب" معلمي الكبير" .
_ لم تنم ليلتها من شدة الفرح ومع الخيوط الأولى لأشعة شمس الصباح كانت قد أعدت قالب الكيك ووضعته يبرد قليلا، استيقظ والداها صباحا واستنشقت الأم رائحة الكيك وكذلك الاب تسأل عن المناسبة، صاح " عادل" فرحا وقال :- هذه بمناسبة انتهاء " سمر " من كتابة روايتها الأولى، ران على الابوين صمت ثقيل وكأن الأمر لا يشغل حيز من تفكيرهم ، كررها عادل مرة أخرى ثم عاتبهم قائلا:- ألم يكن هذا تفاخر، هل العمل لا يستحق في نظرتكم ، وقبل أن يتفوه بكلمة أخرى عنفه والدة وصاح به أن يذهب لغرفته فهو ما زال صغير ولا يعلم عن حياة الكبار شيء.
_ نظرت الأم لابنتها وقالت بنبرة جافة، دعكِ من تلك التفاهات ما يجب أن تركزي عليه تلك الفترة هو إيجاد شريك حياة لكِ ،فمن غير المعقول أنك ستعيشين معنا هنا باقية العمر، اما عن أمر الكتابة فهو هراء ليس إلا، احتقن وجهها بالدماء وابتلعت ريقها بصعوبة، همت تنطق بكلمة ولكن تركت امها وكذلك والدها الغرفة التي تجلس بها وغادروها تبكي حتى خارت قواها.
_ كان "عادل" يترقب خروج والداه ومن ثم دلف إلي الغرفة التي تجلس بها "سمر" رفع رأسها للأعلى وكفكف دموعها ثم وقف ومد يده لها وهو صامت لم يتفوه بكلمة، سار بها نحو غرفتها واستخرج ثيابها وأشار إليها أن تجهز نفسها للخروج الآن وأن تأتي بأوراق روايتها معها أيضا، لبت طلبه وسارا معا نحو دار نشر.
_ قد تحطمك الأشياء وأقرب الأشخاص لك يعجزون قدراتك ولكن قد تنبت وردة صغيرة في حديقتك فتجملها وتفوح عبيرها في الإرجاء، كان "عادل" الشيء الوحيد الذي يجمل حياة "سمر" ودائما يقوي شوكتها، تقدموا لدار النشر وانتهوا من الإجراءات اللازمة لعملية نشر روايتها .
_ بعد أسبوعين من نشر رواية " سمر" جرس الهاتف يرن بلا توقف ،أمسكت به وإذا بإحدى العاملين بدار النشر التي تعاقدت معهم مؤخرا من أجل نشر روايتها" بلا جناح " يهنئها على تحقيق مبيعات كبيرة في وقت قياسي جدا ويبلغها برغبة القراء الشديدة في كشف ما وراء الستار وإنهم يريدون أن يقيموا لها حفلا ويحصلون علي توقيعها ويتمنوا أن تقبل رغبتهم، تخشبت قدم" سمر" على الأرض ولم تتحرك قيد انملة، هي لا تصدق ما سمعت وكانت في حالة من الذهول ، كان يقف بجوارها "عادل" امسك بقبضة يديها وأخذ منها الهاتف فقد كان الصوت مرتفع مما جعلة يسمع حديث المتصل وابلغه أن يعد لهذا الحفل نيابة عن اخته وهي لن تمانع هذا، انهى اتصاله واحتضن " سمر" بقوة وهي لم تنبس ببنت شفه واكتفت بدموع الفرح.
_ قبل اليوم الذي يليه الحفل قد استعدت " سمر " للقاء وذهبت ليلتها مع أخيها تدعو والداها بالحضور ،وكعادتهم تهرب الأب بحجة العمل واكتفت الأم بأن هذا لم يكن بإنجاز لتسعد به بهذا الشكل بل انجازها الحقيقي في تقبل شخص لها وأن يتقدم لخطبتها ويتزوج منها وبذلك تضمن تخلصها من عاهة وجهها الملتصقة بها وكانت دائما ما تناديها بنذير الشؤم حتى اسمها كان مقتبس من اسمرار نصف بشرتها فلا هي بالبياض الخالص ولا بالأسمر المقبول لذلك اعتقدت الأم إنها لن تتزوج طيلة حياتها، كان لهذا تأثير سلبي علي "سمر" ولكن هذه المرة كان لديها حماس أكبر فقد أصبح لها جمهور من القراء واصبح في استطاعتها أن تبوح بمكنون قلبها وأن تتدفق على لسانها الكلمات التي عقدته طوال سنوات وكانت تعبر عن الألم بدموعها فقط فهي لا تملك سواها اما الآن فلديها القلم وهو اللسان الناطق لكل شخص أبكم لا يستطع الحديث اما بالقلم يستطيع أن يثرثر كيفما يشاء، غلبتها السعادة في تلك الليلة فلم يعرف النوم لعينيها طريق وقررت أن تسهر لمراقبة النجوم وسواد الليل حتى ينجلي وتشرق الشمس لتشق طريق اليأس في قلبها وتضع بدلا منه وردا ، بعد ساعات قليلة انبلج على قلبها فجر جديد وظهرت خيوط الشمس تتلألأ وتغزو زجاج غرفتها لتجعلها تضيء وكذلك حياتها ، شعرت وكأنها ولدت للتو ولم يطأ الحزن أرض قلبها يوما.
_ تأنقت وذهبت للحفل في الصباح وكان يرافقها أخيها الصغير، أصرت أن تتحدث بعيدا عن الضوء أولا فلها غرض من اخفاء هويتها تلك، لم يمانع منظمي الحفل وتركوا لها الرغبة في اي شيء تريده هي، صعدت ربوة عالية لتلقي خطابها أولا وتحدثت فيه عن روايتها " بلا جناح" التي حازت على اهتمام كبير من القراء وفور انتهائها تم تسليط الضوء عليها وظهرت اخيرا بهيئتها التي تشعر الآخرين إنها شخصين ملتصقين بسبب تلك البقعة الكبيرة التي تأخذ نصف وجهها من ناحية اليمين، ران على الحضور صمت ثقيل ولم يتحدث أحد منهم، كانت تقف وجسدها يرتعش خوفا من ردة فعل جمهورها وتقبله لها، وبعد مرور عدة دقائق انسحب عدد كبير من الجمهور رويدا رويدا دون حديث ، مادت الأرض تحت قدميها وشعرت بقلبها يتحطم وحلمها يهوى من قمة الجبل، كان الجمهور أملها الوحيد في العيش، كان هو الذي سيقودها نحو الهدف، تماسكت قليلا وتحدثت بنبرة تشوبها الكسرة والخذلان وقالت:- جمهوري العزيز الذي تخلى عني فور أن رآني لا بأس لستم الأوائل في هذا فأنا قد تخلى عني الكثير والكثير ،ولكن ما أود قوله هو أن لا ذنب لي في تلك العاهة وقد كانت روايتي "بلا جناح" تجسد مشكلتي على الرغم من قراءتكم لها والتي لانت بعدها قلوبكم لي ولأمثالي تخليتم عني في الواقع، لوهلة شعرت أن هناك اجنحة كثيرة نبتت لي ولكنكم اقتصصتموها بفعلتكم وعدت أنا كما عاهدت نفسي دائما " بلا جناح " فشكرا لكم على انسانيتكم التي تتفاعل فقط مع الأوراق أما قلوبكم فلن تتحرك ابدا نحو الواقع وهذا ليس بالجديد فأغلب البشر هكذا إلا من رحم ربي ،اتمنى أن لا تبدوا اعجابكم بشيء إلا إن كانت قلوبكم مؤمنه به فأنتم لا تعلمون فهناك الكثير يبنى احلامه عليها ولكن لا بأس، لا بأس ابدا.
_ انهت عباراتها ودلفت من الباب الخلفي للحفل ودموعها تتساقط على وجنتيها بغزارة ومن خلفها "عادل" يحاول اللحاق بها وعلى بعد عدة أمتار وقف شاب يطالعها بعطف كان منذ قليل داخل الحفل ولكن لم يستطع التحدث إليها.
_ ما إن وصلت للمنزل أغلقت باب غرفتها وظلت تبكي وتبكي لساعات متواصلة حتى أخذ الكرى بمعاقد أجفانها فاستسلمت له.
_ مر قرابة أسبوع وهي مستلقيه على سريرها ولا تخرج من غرفتها قط ، كان " عادل " يتفقدها بين الحين والآخر ولكن وجعها هذه المرة لم يكن بوسع أحد أن يحتويه فقد شعرت بالعجز التام بعد لقائها بالجمهور وحطموا ما تبقى لها من أمل.
_ طرق والد " سمر " الباب فور عودته من العمل وفور دخوله كانت ابتسامته تملأ وجهه على غير العادة وصاح مناديا زوجته بأن تقبل إليه فهناك أمر مهم يود اخبارها به، أسرعت في خطواتها نحوه وهي تسأله عن السبب، لاحت على وجهه ابتسامة عريضة وهو يردد اخيرا تقدم شاب لخطبة " سمر" أخيرا ستتزوج، شعرت الأم بسعادة عارمة فور سماعها الخبر وأخذ صدى زغاريدها يرن في الأرجاء، توجهت نحو غرفة ابنتها تبشرها بالخبر قائلة:- أن ها هو الحلم وليس الكتابة والروايات، هذه هي السعادة الحقيقية يا " سمر" .
_ حاولت " سمر " أن تفتح اجفانها المغمضة والتي قد تورمت من البكاء وأشرقت تحتها هالاتها السوداء جسدها الهزيل نتيجة لتآكل نفسها من الداخل، كانت تتغذى على ما تبقى من احلامها فتتناولها كوجبة دسمه حتى تتفتت تماما وتطردها مع كل زفير تخرجه من فمها، كان " عادل" يطعمها القليل بيده ما يجعلها علي قيد الأرض ولكنها ليس على قيد الحياه ولكنها لم تكن تود رفض طلب له ، عاونت نفسها على النهوض للتحدث مع امها وهي تردد بداخلها منذ أيام عدة وحالتي يرثى لها ولم يزورني أحد إلا عندما تقدم أحدهم لخطبتي، ولكن من هذا الذي يود الارتباط بفتاة مثلي، اجابتها والدتها قبل أن تسأل، إنه شاب يافع يدعى" أسامه" قد تعرف عليكِ يوم حفل توقيع تلك الرواية وبالمناسبة لم نستفد شيء من الكتابة سوى هذه الزيجة، سيأتي غدا الساعة السادسة مساءً هو واهله لخطبتك وقد أبلغ حارس العمارة بذلك وبما أنه تعرف عليكِ من قبل هذا يعني أنه متقبل وضعك لذلك نحمد الله على هذا وسمعت أيضا أنه أحبك بشدة منذ الوهلة الأولى لا أعلم كيف ولكنه حدث، على كل حال استعدي هذا الزواج لابد أن يتم في أقرب فرصة ممكن قبل أن يغير رأيه.
_ في صباح يوم مكهفر قد أعلنت" سمر" نهايته قبل أن يبدأ ، لم يطرق أحد غرفتها حتى الساعة الخامسة مساءً فجميعهم يعدون لهذه الخطبة وهذا أتاح لها الفرصة لفعل ما تفكر به، أخذت ورقة وتناولت قلم أسود اللون وشرعت في الكتابة وكأن القلم يعبر عن آلامها المكنونة ،دقت الساعة السادسة فدخلت أمها وأخيها لمناداتها فور وصول " أسامة " دلفت للغرفة وصاحت بأعلى صوتها دخلوا جميعهم فكانت " سمر " قد فارقت الحياة ، بدأ والدها يقرأ الورقة الاخيرة التي كتبتها وقالت ما يلي:- قد عانيت منذ نعومة أظفاري وحتى يومي هذا، ابتعد عني الرفاق بسبب بشرتي النصف بيضاء ويعم السواد باقي وجهي، لم أحظ برفيق واحد على الأقل ،حتى حلمي الذي كافحت من أجله تحطم فلم يعد لي شيء يعينني للبقاء هنا ،قد كنت بلا جناح ولكن "عادل" كان قلبي الذي ينبض ولكنه صغير لم يكن بوسعه التصدي لكل الآمي الكبيرة، وهذا الشاب الذي يدعى "أسامة" أنا احببته دون أن أراه لأنه تقبلني على طبيعتي ، ستقولون لي هناك سبب للعيش بالارتباط به، هذه رؤيتكم فأنا أناقضكم الرأي، هو تقبلني ولكن هل سيتقبلونني اهله؟ هل سيتقبل رفاقه والمجتمع الذي يحيط به، ولو تقبلني الجميع ماذا لو أنجبت فتاة بنفس هيئتي تلك هل سأتركها تعاني مثلما عانيت أنا ، ،لذلك لم أرد أن أجعله يرتبط بفتاة بائسة مثلي ،أقدم اعتذاري لشخصين فقط هما " عادل" و " أسامه" الذي لم تراه عيني قط ، أما عن الرجل الذي يدعى أبي وتلك التي تلقب ب أمي أريد توجيه سؤال لكم ولكني لا أريد إجابته فقد رأيتها في عيونكم مرارا، هل أنا ابنتكم؟ هل أنتم والداي حقا؟ لم أشعر يوما أني إليكم انتمى ، لم يربت أحد على قلبي يوما، ولا أذكر أنني تنعمت في حضن أحدكم ولو مرة، حتى حلمي رأيتموه هراء فحطمتم ما تبقى مني وكان كل همكم هو الزواج والخلاص مني ،هل اسعدكم رؤيتي بهذا الشكل، قد يظن البعض أن العنف ضد المرأة يتمثل في الضرب والصوت المرتفع فقط ولكن ما يخفى عنكم هو أن الإهمال أشد قسوة ،عدم ايمانكم بحلمي عنف ضدي، طريقتكم في توبيخي علي ملامح لم يكن باختياري تدل على العنف، هل يا أمي تحملتيني في احشائك ولم تتحملي وجودي في المنزل بعد رؤيتي بهذا الشكل، الم اكن منكما ودمي من دمائكم، حقا الإهمال يؤدي لطريق الموت دون وعى من المحيطين بنا وفي الأخير أنا لست اسفه لكم ولكني سعيدة لكم بالخلاص من اكبر عقبات حياتكم.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق