-->

أبُـوك العاقُ مواطن صالـح : ندا فرج

 كتبت : ندا فرج

"أبُـوك العاقُ مواطن صالـح"

عندما تستمع لـصوت إنسانيتك تسألكَ بـحسرةٍ: "كيف لنا أنْ نُدرك السلامَ يومًا في مُجتمعك الذي يعجُّ بـالعاقين المُنافقين؟!"

بعد الخطوة الأولى مِن عقْبِ الباب
ترىٰ رجلًا باسَّمًا، ودودًا، وكثير المرح، يتعامل بـيُسرٍ ولين مع كلِّ مَن هو خارج بيته، أَمَّ ما وراء الباب.. فـهو وجهٌ آخر!. 

إن كنتَ مِن مُستخْدِمي المواقع الاجتماعية ، أو إن لمْ تكُن ؛ فإنني على يقينٍ تام أن الجرائم الناتجة عن عقوق الآباء قد وصلك منها ما لا بأس به.. الأمر يزداد سوءًا يوميًّا ، أخبرني كيف يكون شعورك أنتَ الذي كلَّما تصفحت على الانترنت أو قلَّبت صفحات الجرائد ؛ تجدُ عينيك وقد احتدت غيظًا ، بينما لسانك قابعًا بـقاع فمك ، عاجزًا عن النطق وأنتَ تركضُ وراء الكلمات.. تِلك التي تروي لكَ عن عاقةٍ ، والصادم أنها عاقة ولد والألف يقف بعد الواوِ مُستحيًا.

جرائم تُكتشفُ بـمحضِ الصدفة إن حالف الحظ الابن ، وكان الجار واعيًا ؛ فـأبلغ عما يرىٰ مِن جاره إتجاه ولده. 

لا شك عندي أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسيـة لها أثر في نفس المواطن الذي هو الأب ، أعترف أن الفقر والحاجة قد تصل بـالإنسان إلى حدِّ الكفر والقتل ، وأُقرُّ وأشهد أن كل جريمة ، مِن ذلك النوع ، بها يدٌ مُذنبة ساعدتْ في حدوثها ، وهي يد المسؤولين ، والمؤسسات الاجتماعية ، وهؤلاء الذين يهتفون داخل شاشات التلفاز: "حقوق الإنسان.. حقوق الإنسان!"، باللِّٰه أين أنتم أولًا؟!، ثم أين الإنسان ذاك؟!.. أين أنتم وهناك طفلٌ يـدفع ثمن الفقر في دولتكم على يد مواطنٍ هو أباه!؟.. أين أنتم وهناك طفلٌ يُعرىٰ ويُحرق ويصرخ ألمًا على يد والده الفقير، أو الجاهل ، أو ذي الحاجة لـمَصحَّة نفسية!؟؛ فلا أرى حلًا إلا أن يبين دوركم. 

أدِّبوا الأب الذي أضاع دينـه ؛ فـتجرد مِن رحمته وودِّه ، وروِّضوا الحيوان المخفي في نفسه.. يحرصُ مِنه جاره ، ثم يُحرِّضُه على أولاده!

ماذا عساي أقول وأنا لا أملك إلا أن أقول وكلِّي أسف: بات الإنسان حيوانًا ، جبانًا لا يخاف عقاب ربه ، لكن يهابُ عِقاب القوي مِن العباد ؛ فـعاقبُهم، واللّٰه وليُّنـا.
TAG

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *