-->

جنون الشهرة : نورا هلالي

 كتبت : نورا هلالي.

"جنون الشهرة"

أصبحنا اليوم نرى معظم الأجيال الحالية يسعون وراء الشهرة أو ما يسمى (التريند) يسعون وراءه سعيًا لا يهمهم إن كان بالصدق أو الكذب أو أي شئ ،  المهم أن يحصلوا على أعلى المشاهدات وأكثر عدد من الإعجابات و التعليقات وأن تتردد أسمائهم على الألسن ، لا يهم إن كان بالمدح أو بالذم المهم أن ينالوا الشهرة .

ولكن ليت كل تلك الشهرة تهدف لمحتوى مفيد و هادف لكن على العكس تمامًا فهم لا يملكون محتوى من الأساس فقط يمسكون بهواتفهم ويبدأون بتصوير كل شئ يقع أمام أعينهم أو يفعلونه فهم يصورون ما يأكلونه ويشربونه ، حتى الأصدقاء والعائلة ، الذكريات السعيدة والحزينة ، أماكن التنزه وكل شئ ، يصورون في كل مكان منذ تفتح أعينهم وحتى يغلقونها في نهاية اليوم .

لا يفكرون سوى في حديث الناس عنهم وإن لم يحصلوا على المتابعات المعتادة خلال اليوم يفتعلوا إحدى المشكلات وينهالوا بالسباب على بعضهم البعض ليزداد الحديث عنهم وتتصاعد المتابعات وإن تمت تعود الحياة كما كانت ويعودوا لما كانوا عليه ويصوروا نفسهم في كل مكان فكلما زادت المتابعات زادت أموالهم وهذا ما يسعون لأجله.

ولكن هل هذه حياة ؟

هل أصبح المهم اليوم هو قطعة حديد لنشر المشكلات وحياة الأشخاص للعامة؟

هل أصبح ذلك عمل؟ مطلقين على أنفسهم كما يدعون "يوتيوبرز" أو "إنفلونسر" أي "المؤثر"  فبأي شئ يؤثر على الآخرين بالتباهي بدل أن نتبع قول الله  عز وجل : ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً ﴾، [سورة الإسراء: 37 - 38]

فهل تناسوا كلام الله ساعين خلف تلك الملهيات؟.

ولكن المشكلة الأكبر من ذلك ليس فقط عدد المتابعات ولكنها تكمن في أن أكثر المتابعين لهم من المراهقين الناشئين ، فهل سيكون ذلك هو الجيل القادم؟

أين ذهبت القيم والأخلاق ؟ وأين ذهب زمن العمل والبحث عن الوظائف وكسب المال من الجهد المبذول؟ أين ذهب الدين والعفة من الحرام والتحلي بما أحله الله؟ 

ولكن إن قررتوا التجاهل عن إفادة المجتمع لا تتجاهلوا عن الدين .

TAG

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *