-->

كافكا إلى ميلينا : سلمي وليد

كتبت : سلمي وليد.

 "كافكا إلى ميلينا"

لربما سمعتم من قبل عن كافكا وحبيبته ميلينا حتى وإن كانت معرفتكم بهم تتوقف عند رسائل حب كافكا إلى ميلينا.
فرانس كافكا كان يهودي الديانه ، تميزت كتاباته الكابوسية , كما عُدَّ احد افضل أدباء الألمان في الرواية والقصة القصيرة.
ولد كافكا في ٣ يوليو عام ١٨٨٣ و توفي في ٣ يوليو عام ١٩٢٤، كانت كتاباته ما تتميز بالواقعية ودائما ما كان ابطاله يجدون انفسهم في نوعا من الفن السريالى بأحد المشاكل مما يعزز مناقشاته للمواضيع النفسية في رواياته وقصصه.
كان لكافكا علاقات نسائية كثيرة فقد كان قليل الثقة بنفسه وكان يرى ان الجنس شيء دنيء على الرغم من انه احتاج إلى الجنس والفتيات في حياته وكان خجولا جدا خاصة بخصوص جسده.
اما ميليلنا جيسينسكا فقد ولدت في براغ عام ١٨٨٦، كان والدها طبيب اسنان وعرف بقلة صبره وشدة عنفه وسرعة غضبه، فقد عانت ميلينا من عنف ابيها ولكنها درست في افضل المدارس في براغ وتمردت على ابيها وصرفت أمواله في الملابس والهدايا فقد كانت متعلقة بالموضة.
تزوجت ميلينا في سن مبكر ولكنها لم تندمج في الحياة الزوجية ، وقد عانت هي وزوجها مشاكل مادية في فيينا فعملت بالتدريس ثم بحمل الحقائب في المحطات القطارية وفي عام ١٩٢٠ كانت تعمل في الترجمة فقد كان عليها ترجمة نص خاص بكافكا وكانت هذه بداية الرسائل بين كافكا وميلينا وتحولت علاقتهما المهنية الي علاقة عاطفية.
الرسائل لم تكن تمثل مراحل الحب بينهما ولكنها كانت تمثل ما يشعرانه من مشاعر وكيف يتخيلا حبهما من مسافة بعيدة، فقد كانت الرسائل قوية المشاعر والأحاسيس.
كما ان الرسائل تظهر كم انهما أحبا بعضهما بعضا فقد كانت ميلينا تشعر وكأنها هي من أصيبت بالسل في رئتيها.
انقطعت الرسائل بين كافكا وميلينا حين سافر كافكا ليتعالج من مرض السل في جبال تترا، وكتب إلى صديقه ماكس برود قائلا: "بالكاد استطيع النوم ولكن ما يهدئ من روعي أمران ، أولهما ألم شديد يعتصر قلبي حتى حلمت حلملاً جميلاً، طفلاً جميلا يجلس على يساري لم أعلم أكان طفلي أم لا ولكن ذلك لم يضايقني، وكانت ميلينا تجلس على يميني وانا اخبرها أني وجدت محفظتي الضائعة من دون ان أهتم بأن افتحها لأتأكد من وجود المال ام لا فقد كان يكفيني لحظتها في الحلم وجود ميلينا والطفل معي"
كانت اول رسالة كتبها كافكا إلى ميلينا في كتابه
"إنني أعيش هنا في خير حال، ولا يطيق الجسد الفاني مزيدا من العناية ، وتكل شرفة غرفتي على حديقة يحيطها سور، تزدهر فيها الشجيرات المزدهرة , ان النباتات هنا غريبة ؛ فالزهور تتفتح ببطئ أمام شرفتي ، في جو مثل جو براغ تتجمد فيه بالفعل برك المياة ، وتتعرض شرفة الغرفة كذلك لاشعة الشمس، او تتعرض إلى السماء التى تحجبها السحب إلى ما لا نهاية ، كما هو حالها منذ ما يقرب من الاسبوع ، وتزورني في السحالى ، والطيور، وانواع متباينة من الكائنات ؛ تزورني ازواجا ازواجا. 
إنني اتوق في رغبة بالغة إلى ان تكوني هنا في ميران.."
TAG

عن الكاتب :

هناك تعليق واحد

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *