-->

غير ضروري : أسماء حمودة

 كتبت : أسماء حمودة.

"غير ضروري"

تتغير الضروريات وتختلف من شخص لآخر، فمنهم من يرى المال ضروريًا، وآخر يرى الصحة هي الأهم، وآخر يرى أن الحب والعلاقات الاجتماعية الجيدة هي الأكثر ضرورة من المال، والحقيقة أن جميعها ضرورية بلا شك، ولكننا ننسى أهم ضرورة بل ننسى الأساس.
نهتم اليوم وفي هذا الزمان بالمال على الأغلب من أين سيأتي وكيف وماذا سنفعل؟ وأطفالنا نهتم بأن نجعلهم يرتدون ملابس رائعة ويحملون الأحدث من الهواتف الذكية، ويمارسون رياضة يحبونها أو لا يحبونها هذا غير مهم، نعلمهم ونقسو عليهم في التعليم ونتمنى دائمًا أن تكون درجاتهم نهائية وناجحين وأقوياء، البعض يجعل أبناءه ينجحون بالغش والوساطة والبعض يقارن بين درجات أبناءه وأبناء الجيران والأقارب مثلًا، والبعض يريد تعليم أبناءه اللغة الإنجليزية (قبل تعلم العربية) وهنا نتحدث عن الأكثر ضرورة.
ثم نأتي لقصة تعليم الدين، فنحن نعلم الأبناء الإنجليزية والرياضة وكيفية استعمال الهواتف الذكية، وننسى تعليمهم لدينهم، فيكبر من هو تارك للصلاة ومن هي لا تريد أبدًا ارتداء الحجاب، ومن هو يحب الاستماع الى فرق تنطق بالكفر وما خفي عنهم كان أعظم، ونحزن لأنهم لا يريدون الصلاة أو الالتزام ولكننا من بخلنا عليهم بذلك الوقت الذي سنتحدث معهم فيه ونخبرهم عن دينهم، وبخلنا بوقت الصلاة فبعض الأولياء لا يصلون في الأساس حتى يعلموا أبناءهم، وبخلنا بتلك الساعة التي سيذهب فيها طفلنا ليتعلم القرآن الكريم.
يتقدم شاب لخطبة فتاة علمت عنه قلة صلاته أو عدمها من الأساس فرفضته لتجد من يقول لها أنت لن تأخذين شيئًا كاملًا، يا سيدتي إن الصلاة ليست من المكملات إنها من الأساسيات! ومن يقول لها في ذلك الزمان هذا الأمر لا تقفي عنده، ولكن يجب الوقوف عنده خاصة في ذلك الزمان الذي من يتمسك فيه بدينه وكأنه يتمسك بجمر من نار، ومن يقول لها أنتِ لن تحاسبينه الله سيحاسبه، حسنًا ولكن أعطاها الله الحق في أن تتخير ما يناسبها أم لا وهذا لا علاقة له بالحساب، والأخير يقول أنتِ تهدينه إلى طريق الصواب وهنا نضحك ونقول : وهل نهدي من أحببنا يا أخي؟ فالله هو الذي يهدي ولو الأمر بيدنا لأنقذ نوح عليه السلام ابنه من الغرق وأنقذ إبراهيم عليه السلام أبيه من الكفر.
إنه أساس وليس ضرورة فقط، وهو ضرورة حتمية وإهماله ليس شيئًا عاديًا، يمتلئ العالم الآن بالمسلمين غير المؤمنين بقضاء الله وقدره وانتشر بيننا الإلحاد وغيره من أعظم الكبائر، وانتشرت الفتن والإرهاب والكسب والفساد والرشوة والوساطة وليس ذلك فقط، بل انتشر الفساد ليتسع العلاقات بين الإخوة والأصدقاء فزادت الخيانة والغيرة والحقد بينهم،  كل ذلك بسبب عدم فهمنا الدين الصحيح، عدم الفهم يأتي من قلة تربية الأبناء على أن الدين أساس والصلاة هي عماده والحرام غير مقبول، نتمنى لأنفسنا حاكم مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولكننا لا نربي أخلاق عمر في بيوتنا.
ملحوظة : لست أمًا بعد، ولكني أتمنى عندما أصبح كذلك أن نتفق أنا وأبيهم على إصلاحهم والاهتمام بتربية الدين في عقولهم فيفرقون بين الحلال والحرام، ولا يرتكبون تلك الذنوب التي لن تمحيها رياضة أو لغة إنجليزية أو هواتف ذكية أو وظائف عظيمة، ولن أقبل أن يصبح تعليم الدين شئ غير أساسي في منازلنا ومنازلهم فيما بعد.
TAG

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *