كتبت : رنيم طارق.
لست السبب فيما حدث لك لكنك المسؤول عن التعافي مما حدث.
لا شك أن البشر ليس فيهم كبير على الازمات النفسية، ولا منهم من هو معصوم من الحزن أو السقوط، لكن منهم من يتسرب إلى جدار صحته النفسية بعض الحزن لكنه سرعان ما يُجفف روحه ويحافظ على خفته وسرعته في التحليق في سماء الدنيا، وعلى الجانب الآخر من بحر الظروف المتغيرة نجد مَن يستسلم ويكمل الباقي مِن عمره يلعن الحياة ويسبُّ الظروف وهو ذلك الذي يتلون العالم في عينه بالأسود القاتم، ويلعب الكمان الحزين خلفية موسيقية لكل مشاهد حياته، يرى نفسه ضحية الحياة ومن ثم الأشخاص المحيطين به، ومع الوقت يصبح الأسود هو الراعي الرسمي لحياته وحياة من حوله، وتكمن أسعد لحظاته في إيجاد "شماعة" يضع عليها مأساته وخوفه من مواجهة مسؤولية تحسين استجابتهم للظروف التي وُضِعوا فيها.
هؤلاء البشر يفقدون معنىً مهم في حياتهم وهو المسوؤلية يرون أنفسهم مجرد رد فعلٍ، ولا يسعون لاتخاذ أي فعل، وكأنما يُوجهون رسالة للعالم أنهم الفئة الوحيدة التى تعيشهم الحياة ويحسدون البقية على أنهم هم من يعيشون الحياة ويستمتعون بها.
عندما يرى كل منهم أنه مسؤول وأن هؤلاء السعداء في الأرض لم تولد السعادة فوق رؤوسهم بل هم فقط من دفعوا ثمنها وتحملوا مسؤولية الحصول عليها، هم فقط من سعوا لأجلها باستجاباتهم الإيجابية للظروف حتى إن كانت تلك الظروف سلبية.
يكمن حل المشكلة في تعزيز شعورهم بالمسؤولية تجاه أنفسهم والتعامل بمرونة أكثر مع ظروفهم واتخاذهم ردة فعل إيجابية تجاهها بدلًا من النحيب بجانبها.
أعلم أنها حقيقة مؤلمة ولا طالما أدرنا وجوهنا عنها إلا أن ذلك لن يُغير من كونها حقيقة، أنت فقط المسؤول عن قراراتك، ومكانتك بين الناس، وتحسين أوضاعك وسعادتك.
أنت فقط من يستطيع أن يُجفف ريشك من الحزن كي تحلق بخفة فوق بحر تغيرات الحياة وليس أحد سواك.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق