-->

حوار مع صديقي المؤمن : أسماء حمودة

كتبت : أسماء حمودة

 حوار مع صديقي المؤمن


تمر أيامنا، ونظن أن كل شئ هو اختيارنا وأن كل ما يحدث هو بيدنا، لذا نعافر ونكافح كثيرًا بطريقة تصل لدرجة العند على أنفسنا، نجري بلا هوادة ولا نتوقف لحظة نأخذ فيها ذلك الشهيق والزفير الذي يحيينا وفي النهاية نهلك أرواحنا.

فحياتنا تبدأ بانتظار النجاح في السنوات الدراسية إلى أن نصل للثانوية العامة وهنا ذروة الإيمان، فنحن نجتهد ونقوم بما علينا وفي النهاية نحزن لأن النتيجة خذلتنا، ولكن لم نتساءل عن أنه قَدَر وأن الخير هو فيما يحدث وإن كان ليس ظاهرًا.

ثم نتخرج من الجامعة وننتظر أن نعمل وبما أن العمل الآن لم يعد بتلك السهولة نبدأ في المعافرة والجري بأقصى سرعة، نقدم هنا وهناك وننتظر وبالطبع هناك محظوظون يجدونها بسرعة وعكس ذلك يظلوا في مرحلة السعي للكثير من الوقت، مع العلم أنه إذا دققنا النظر في هؤلاء المحظوظون نجدهم ينقصهم شيئًا آخر لا نعلمه، وأن هؤلاء الذين ما زالوا بمرحلة السعي نجد لديهم شيئًا آخر يُحسدون عليه.

ثم تأتي مرحلة الزواج، منا من يتزوج زواج صالح ومنا غير ذلك، بالطبع نحن نختار أزواجنا أو زوجاتنا ولكن منا من يتعثر فيختار الخطأ ولكن من الممكن أن يعوض الله هذا الرجل أو هذه المرأة بذرية صالحة تنتهي معها معاناة الزواج الغير صالح، فما يأخذ الله شيئًا إلا ويعطي غيره أشياء ولكن لا نرى.

في النهاية نحن نحزن ونتذكر دائمًا ما ينقصنا ونهلك أرواحنا دون التفكير قليلًا في مسألة القَدَر، نستمر في عمل لا نرتاح به ونقول أننا لن نجد غيره، مع أنه الذي أعطاك ذلك العمل سيدبر لك عملًا آخر، فلا تقم بشئ أنت مُرغم عليه ثم تقول أنك لا تجد حلًا (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها) أعتقد أن الهجرة هنا ليست من دولة لأخرى ولكن من أي موقع تشعر فيه أنك مستضعف أو ليس لك قيمة، والذي سترك لسنوات في منزلك سيسترك في منزل آخر، وهكذا.

وهنا يا صديقي نحن نتساءل عن الإيمان، فنحن في بلد عربي والمعظم مسلمون موحدون بالله والحمد لله، وأنا مقتنعة أنه ليس جميع المسلمون مؤمنون لأن الإيمان في حروفه الأولى يبدأ بالله، (كلٌ آمَنَ بالله) فإذا كنت قد آمنت بوجود إله لا تراه عينك أفلا تؤمن بقضاءه وقدره؟! أفلا تطلب منه ولديك يقين بالإجابة ولو بعد حين؟ أفلا تترك حياتك بين يديه وتشعر بالأمان بوجوده، من الممكن أن تترك عملًا وتطلب من الله غيره ويعطيك ما يناسبك في الوقت المناسب له، من الممكن أن تتمنى زوجًا أو زوجة معينة وتطلب من الله أن يعطيك إياها وكن على يقين أنك ستجد ما يسرك حتى لو لم تأخذ ما تتمنى، فهكذا هو الإيمان ألّا يكون لديك أسباب ولكن تؤمن أنك ستأخذ ما تريد أو ربما أحسن مما تريد، هذا هو الله ومن يؤمن به يؤمن بكل شئ دون خوف، فهو لا يأخذ منك إلا ليعطيك. 

كان معكم .. 

#وصفة سوما

TAG

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *