كتبت : نور البشرى
"قبل فوات الأوان"
كان يوجد صديقان جمعتهما الصداقة والعشرة لسنوات عدة ولكن حدث بينهم خلاف شديد وكل منهما تمسك برأيه ورفع كل منهما عقد إنهاء الصداقة والخصام الأبدي
تمر الأيام وكل منهما يكابر في داخله علي الإعتراف بخطئه ويوما يصبح أسبوعا يكتمل شهرأ فعامأ فأعوام
يمر كل منهما تحت منزل الآخر ويتعامل كالغريب لا يرفع عينه حتي للاطمئنان علي من كان صديقه
وفي عراك الأيام والمحبة يقرر صديقا منهم أن يتنازل عن عناده ويذهب الي منزل الأخر ليعقد صلحا كان لابد منه لأعوام عدة وكأنه يحدث ذاته
مضي من العمر ما مضي ولم تزل معزته في قلبي وتغلبت علي عناد وكبرياء . . سأذهب إليه في الصباح
وعندما وصل إلي منزل صديقه شاهد المنزل مكتسح بالسواد وأصوات بكاء بحرقه من أهل بيته
ليسقط المشهد عليه كصاعقة مؤلمة تدفن معها ما بقي من عناد خاوي من الحياة ... لقد توفي صديقه بالأمس
توفي وأعلنت روحه ترك جسده في نفس الوقت الذي كان صديقه في الجهة الأخري يسقط كل رايات الخصام وعلم من أهل بيته أنه كان كل يوم يتمني أن يحل الخلاف ما بينهم ولكن ما أخافه رده فعل الأخر والكبرياء الكاذبة
انتهت الحكاية عند هذه النقطة
ولكن يبقي السؤال متي سنظل في حياتنا نؤجل قرارات هامة تمس مشاعرنا الإنسانية كقرار صلح متأخر او اعتراف بمشاعر صامتة
لا أحد منا يعلم ما تحمله له اللحظة القادمة من حياة أو فراق للكون
فلماذا نجعل اجمل المشاعر الإنسانية مؤجلة
يتبادر الي ذهني سؤال
كيف حال هذا الصديق الذي ظل يؤخر حل الخلاف سنوات عدة كيف نام في تلك الليلة التي فارق فيها صديقه الحياة اي مشاعر شعر بيها وابكت روحه
هل اذا كان تقدم اعتذاره يوما واحدا كان سيشعر بنفس حجم الألم
الحياة لحظات ودقائق اأغتنمها في الحب
فمواجهة الخلاف خيرا دائما من أن تصل بعد فوات الأوان
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق